يشهد العالم العربي وضعا سياسيا مأساويا وترديا للأوضاع الأمنية وسمعة عالمية سيئة باعتبار ان عددا لا يستهان به من الدول العربية مرتع خصب وحاضن للإرهاب ما أثر على الاستقرار الداخلي فيها وشكل تهديدا للأمن الإقليمي والدولي منذ فترة وهو يعيش في هذا الوقت الذي يتمثل في اقتتال بين طوائفه حتى أضحى العالم العربي عبارة عن حرائق سياسية وأمنية ما أن تنطفئ في مكان حتى تشتعل في مكان آخر بصورة أسوأ منها.
ولا شك ان ما يحصل فيه له إسقاطات سلبية أمنية وسياسية واقتصادية تجاوزت كل الحدود حتى أصبحت الساحة العربية في العديد من الدول مسرحا لصراعات دولية تغذي تنظيمات مسلحة تداخلت فيها المصالح وتشويها لسمعة الإسلام الذي هو بريء مما يحدث باسمه، وقد اصبح العالم الإسلامي والعربي محط أنظار الإعلام الغربي نتيجة للأحداث المؤسفة التي تحصل فيه من تشريد وقتل وذبح وقطع رؤوس وسبي النساء واستغلال الأطفال بصورة لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلا، ويكفي ان ننظر إلى الواقع العربي لكي نرى الحرائق السياسية في كل مكان في العراق وسورية واليمن وليبيا والصومال ولبنان ووضعا غير مستقر في العديد من الدول العربية الأخرى.
في ظل هذا الوضع العربي المتردي نتيجة لأفعال شيطانية وغير إنسانية من بعض التنظيمات الإرهابية أدت إلى تدخل مجلس الأمن وقيادة الولايات المتحدة تحالفا عالميا ضم دولا أوروبية وعربية في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الإنسانية التي تعرضت للاعتداء من التنظيمات الإرهابية للقضاء عليها والذي نشك في قدرته في القضاء عليها والتي ما أن يتم تهميش إحداها حتى تخرج من عباءتها تنظيمات متعددة أسوأ منها وتزيد الوضع سوءا وتزيد الحرائق اشتعالا نظرا لتقاعس المجتمع الدولي في التصدي لهذه التنظيمات منذ بدايتها وجعلها تستقوي مما يصعب المهمة في القضاء عليها نهائيا ما لم يتم معرفة الأسباب الأساسية التي أدت إلى ظهورها والتي تتمثل في التهميش السياسي والاستبداد في تلك الدول وعدم معالجة الأمور معالجة صحيحة في بدايتها لاحتوائها، لكن للأسف طغيان السياسة والمصالح الطائفية الضيقة بتفضيل طائفة على طائفة أخرى دون النظر إلى العدالة الاجتماعية أدت إلى بزوغ تنظيمات مسلحة تقاطعت معها مصالح دولية، ونحن في الكويت لم نكن بعيدا عن ذلك، حيث اصدر مجلس الأمن قرارا للأسف بتسمية بعض أبناء الوطن ممولين لبعض التنظيمات الإرهابية مما وضع الحكومة الكويتية في موقف صعب في تطبيق هذا القرار والذي لا مفر منه.
ولا شك أن الحرائق السياسية تبدأ من صغائر الأمور بشرارات إعلامية عبر تصريحات نارية من هنا وهناك تطول رموزا ودولا تؤدي في النهاية إلى إرباك الموقف الكويتي السياسي والخارجي والتأثير على استقرار وأمن المجتمع في المشادات بين أبنائه والتي أخذت منحا طائفيا لا تحمد نتائجه، فهل يعي أبناء الكويت مسؤولين ونوابا ومفكرين خطورة الموقف المحيط بنا وعدم الدخول في مزايدات عبر وسائل الاعلام تفرق ولا تجمع ووضع مصلحة الكويت فوق كل اعتبار لإعلاء كلمة الكويت، وهذا ما نأمله؟
[email protected]