يتضمن التقسيم الآذاري للكويت ست محافظات لها حدودها الجغرافية تشتمل على ما يقارب 130 منطقة سكنية وتجارية وصناعية وفي إطار العمل الإداري يكون المعني بالمنطقة (المختار) حيث يقوم بواجباته المتمثلة في تلبية احتياجات المنطقة وتلقي شكاوى القاطنين فيها وهو حلقة الوصل المفترض أن تكون ما بين المواطن والجهات الحكومية وناقل هم المواطن الى المسؤول وهو الذي يقف مسؤولا أمام المحافظ في أداء مهامه.
ولكن من الملاحظ أن ما يقوم به الكثير من المختارين شيء لا يذكر وقلة منهم تجد أعمالهم وأخبارهم واضحة في وسائل الإعلام وما يقومون به على ارض الواقع لإيمانهم بأن المسؤول إن لم تكن لديه صلاحيات فإنه يفعل ما يستطيع ويخلق شيئا من لاشيء، وأدى ذلك الى استياء الكثير من المواطنين من ان دور المختار شبه مفقود لعدم وضوح ما يقوم به أو لعدم وجود صلاحيات له وقد ترجع الأسباب أيضا لعدم توافر الإمكانيات لهم أو عدم تلبية الطلبات المقدمة من المختار الى الجهات الرسمية.
ولا شك ان لكل منطقة احتياجاتها الكثيرة التي تستلزم من المختار القيام بها ان كانت هناك جدية في عمل المختار، حيث ان عمله تنفيذي وليس شرفيا، ما يتطلب معه ان يسعى بكل جد ومثابرة ليقوم بواجبه ليشعر القاطيين في منطقته بما يقوم به من دور وليس مجرد مسمى وظيفي.
ويتحدث الكثير من المواطنين في مجالسهم من ان المختارين للأسف لا توجد لديهم ساعات عمل محددة يستطيعون خلالها مراجعته عند الحاجة أو عدم قيام المختار بتلبية الاحتياجات او حتى معرفة أسمائهم.
كما يتساءل الكثير من المواطنين عن فائدة وجود المختار أمام الكثير من التجاوزات الموجودة في المناطق والتي لا تختلف من منطقة الى منطقة اخرى وتتشابه الاحتياجات والمشاكل وهل يرجع الدور غير الفعال للعديد من المختارين لطريقة الاختيار وهل الترضيات السياسية والاجتماعية دور في آلية الاختيار، ما تسبب في فقدان المختار لدوره.
وحقيقة القول: لو يقوم كل مختار بدوره بداية من وضع خطة العمل وفقا للمهام والمسؤوليات الوظيفية لوجدنا المختار في مكتبه اربعا وعشرين ساعة والتي تشتمل من وجهة نظرنا على جمع البيانات الصحيحة الخاصة بقاطني المنطقة من مواطنين ووافدين ومتابعة الأجهزة الحكومية ومخالفات السكن الخاص وسكن العزاب وتوفير أماكن الترفيه والحدائق وممرات المشاة وغيرها من المتطلبات والتواصل مع أهالي المنطقة في إطار دوره الاجتماعي.
ونستطيع القول ان للمواطنين الحق فعلا في هذه النظرة السلبية لدور المختار، الأمر الذي يتطلب توضيحا لمهامهم وان يكون للمحافظين إشراف واضح على عملهم من حيث التواجد في مقارهم وألا يكونوا مجرد مسمى في التنظيم الهيكلي وهذا ما نأمله مستقبلا.
[email protected]