يوما بعد يوم يزداد الوضع اليمني الداخلي سوءا وترديا، نتيجة للانقسامات الداخلية فيه مذهبية وقبيلة، مما أضحت معه الساحة اليمنية مسرحا للفوضى وخاصة بعد رجوع الرئيس اليمني عن استقالته واتخاذه من(عدن) عاصمة مؤقتة له مما يعني انه الرئيس الشرعي لليمن وبهذه الصفة تتعامل معه الدول العربية والأجنبية، وفي الوقت ذاته تجري الاتصالات لعقد اجتماع يجمع أطراف الازمة اليمنية ومنهم جماعة الحوثي، وهناك نثمن دعوة المملكة العربية السعودية باستضافة أطراف الصراع اليمني لإيجاد ارضية توافقية لحل النزاع الداخلي اليمني، والتي أراها بعيدة المنال نظرا لاختلاف الرؤى والتوجهات والمطالب، تلك المحاولات لن تجدي نفعا بتمسك كل طرف بمطالبه وخاصة ان مطالب الحوثيين غير واضحة وهي التي احتلت (العاصمة صنعاء) والمقرات الحكومية المدنية والعسكرية وتجهز الحملات العسكرية لمهاجمة العاصمة المؤقتة بعدن والتهديدات لدول الجوار فبالتالي هو طرف لا يريد الوصول الى حل، ومن الطرف الآخر خطورة ما أعلنه الرئيس اليمني من تدخل إيراني والعمل على إعداد العدة العسكرية لمهاجمة الحوثيين، وايضا ما طالب به وزير الخارجية اليمني من دول مجلس التعاون بتدخل قوات درع الجزيرة عسكريا لإنقاذ اليمن وهنا مكمن الخطورة في استدراج دول التعاون في المستنقع اليمني.
ولا شك ان اي محاولة لاستدراج دول المجلس بالتدخل العسكري المباشر في المستنقع اليمني المعروف بتعقيداته المذهبية والقبلية، تهدف لإضعاف دول المجلس واستنزاف طاقاتها في أزمة داخلية استعصى حلها من أطراف النزاع اليمني أنفسهم، فكيف اذا تم تدخل خليجي عسكري؟ هذا الأمر بلا شك سيؤدي الى تدخل مباشر من قوى إقليمية أخرى ويمتد الصراع إلى خارج حدود اليمن، مما ستصبح معه الساحة اليمنية شبيهة بالوضع السوري وإنني على يقين من ان القيادات الأمنية والعسكرية والسياسية بدول مجلس التعاون على إدراك تام بخطورة أي تدخل عسكري وتورط في نزاع يمني، وان تكون التصريحات بعيدة عن الانفعال، بغض النظر عما يقال من ان الوضع اليمني يهدد دول المجلس..نعم ان الوضع اليمني لا يسر دول المجلس ولكن أخذ الاحتياطات الأمنية والعسكرية على الحدود وضبطها والرد بحزم علي اي تجاوز وتضامن دول المجلس مع اي اعتداء على اي دولة فيه هو الرد المباشر لمواجهة الوضع الأمني المزري في اليمن
ولا يخفى ان الدعوات اليمنية ستزداد لحث دول المجلس على التدخل العسكري في الأيام القادمة والتي يجب أن تواجه بالرفض الصريح والحازم، وان يكون التدخل العسكري من قبل مجلس الأمن الدولي وفقا لمقتضيات الأمن والسلم العالمي بتحالف دولي وليس تحالفا إقليميا تقوده دول مجلس التعاون كما يراد له من بعض الساسة اليمنيين
نعم اليمن عزيز على العرب جميعا ويسوؤنا ما آلت إليه الأوضاع، وما يحدث له أسبابه صراعات داخلية أدت إلى استقطاب قوى خارجية وانقسام مذهبي وقبلي، فالحل يمني بالأساس، أما إيجاد حل أو الانجرار بصراعات دموية مستمرة وهم أعلم بما ستؤول الأمور إليه؟ فكيف تتم مطالبة دول مجلس التعاون بتدخل عسكري بحجة درء الأخطار عنها فهل يعي المسؤولون اليمنيون خطورة وعواقب طلبهم هذا على دول المجلس؟
***
نتائج حملة جمع السلاح وقرب انتهاء الشهر الأول من فترة السماح لنا وقفة معها، حيث إنها تحمل مؤشرين إما أن السلاح غير المرخص قليل لدى المواطنين او ان هناك عدم تجاوب، إذا الأمر يتطلب تقييم الوضع وان تأخذ الحملة الإعلامية مسارا أوقع لكي تصل الرسالة الإعلامية المطلوبة.
[email protected]