كثيرة هي التقارير الدولية التي تصدر عن منظمات دولية أو دول وخاصة الولايات المتحدة الأميركية تجاه دول العالم وما فيها من مؤشرات تتناول الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومستويات حرية التعبير والرأي وحقوق الإنسان وغيرها من الأمور ذات العلاقة بأداء الحكومات ومستوى رضا الشعوب وسعادتهم.
تلك المؤشرات السنوية التي تكون لها ردود أفعال من الدول إن كانت سلبية وتقوم بتوضيح الأمور وتفنيدها ان كانت هناك مبالغات فيها ودولة الكويت حالها حال الدول الأخرى تصدر عنها الكثير من التقارير والمؤشرات التي توضح ترتيبها الدولي أو الإقليمي تجاه تلك القضايا ويتناولها الكتاب وترد عليها وزاره الخارجية أو الجهات المعنية الأخرى توضيحا للأمور، ورغم أن الكويت في العديد من المؤشرات تكون للأسف في المرتبة شبه الأخيرة عند المقارنة على مستوى دول الخليج بصفه خاصة أو أن يكون ترتيبها اكثر من النصف ومتأخرة نسبيا على المستوى الدولي، إلا أن اللافت للنظر هو التقرير الأخير لمؤشر السلام العالمي لعام 2015 الذي وضع الكويت في المرتبة الثانية خليجيا بعد دولة قطر وفي مقدمة الدول العربية الأخرى والمرتبة الثلاثين عالميا، وهو مؤشر إيجابي جدا يتعلق بالأكثر استقرارا وسلاما وقد تقدمت الكويت 4 مراتب مقارنة مع تقرير عام 2014.
لقد أثبت الكويتيون في حادثة التفجير الآثم لمسجد الإمام الصادق دون استثناء وبمختلف طوائفهم ومذاهبهم معدنهم الأصيل في حماية مجتمعهم وخوفهم على أمنه واستقراره وتماسكهم لتفويت الفرصة على من يريد الإضرار بالسلم المجتمعي وأنهم صف واحد منيع أمام محاولات شق الصف وإثارة النعرات الطائفية وقد خاب مسعى تلك المجموعة الضالة في تنفيذ مخططها وكانت بلا شك تترقب ما يحدث من نتائج لاحقة كردة فعل لهذا العمل الإجرامي لمصلين آمنين في بيت الله من طائفة لضرب طائفة أخرى وبما يشاهده العالم أجمع من اصطفاف مجتمعي كامل مع قيادته الحكيمة لتجاوز هذه المحنة، من هنا فليس بغريب أن يأتي هذا التقرير ليلامس الواقع للمجتمع الكويتي ليس في وقت السلم فقط، بل في الظروف الاستثنائية، حيث حرص الجميع على المبادرة بإدانة واستنكار هذا الفعل الإجرامي البغيض لإدراكهم بأهمية امن مجتمعهم وتكاتفهم يدا واحدة حماية لمجتمعهم ولا شك أن هذا المؤشر وترتيب الكويت فيه يعطي انطباعا إيجابيا عن الأوضاع المحلية على الرغم من محاولات البعض رسم صورة مغايرة وسلبية عن المجتمع الكويتي أو ما ينشر من تقارير دولية أخرى.
نعم، لا نختلف ان هناك بعض الممارسات الخطأ، ولكن من الإنصاف القول ان العمود الفقري والأساسي لأي مجتمع هو الشعور بالأمن والاستقرار والسلم المجتمعي وهو ما أثبته المجتمع الكويتي في حادثة مسجد الإمام الصادق من تماسك وفاعلية الجهاز الأمني في كشف المجرمين بسرعة قياسية وفي إطار إجراءات أمنية دون انفعال أو تعسف.
****
في هذا الشهر الفضيل نرفع أيدينا للباري عز وجل بأن يتغمد شهداء مسجد الإمام الصادق بواسع رحمته وأن يدخلهم فسيح جنانه وأن يشفي المصابين ويلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يحفظ بلادنا تحت ظل قيادة والد الجميع أمير البلاد المفدى حفظه الله من شرور الحاقدين المتطرفين.