لم يجد عضو برلماني في إحدى دول أميركا اللاتينية ـ حسب ما نشر ـ أي وسيلة للتعبير عن غضبه واحتجاجه من عجز النواب عن إيقاف الضرائب على الشعب.. سوى الدخول شبه عار لجلسة البرلمان وألقى كلمته بهذه الصورة.
أشير إلى ذلك لما يحصل عندنا في مجلس الأمة من عجز النواب عن القيام بدورهم في مواجهة ما يفرض من رسوم وزيادات من قبل السلطة التنفيذية أثقلت كاهل المواطن والوافد على حد سواء، وما ينتظر من زيادات كبيرة في القادم من الأيام لسد العجز المالي من جيب المواطن، الحلقة الاضعف في المعادلة، لإيمان الحكومة بأن ما تقرره من رسوم أو زيادات من صميم عملها ولا دخل للسلطة التشريعية بذلك، على الرغم من اتفاق السلطتين على وجود لجنة الأولويات.
نعم لقد وقف الأعضاء مشكورين ضد الزيادات الحكومية بالتصريحات الرنانة فقط التي لا تغني شيئا في محاولة لتبييض الوجه أمام الناخبين، خاصة أن الانتخابات القادمة على الأبواب مع توقع مشاركة المعارضة فيها، ونحن هنا لا نطالب النواب أن يفعلوا مثلما فعل الأميركي اللاتيني لأن ذلك بعيد عن عاداتنا وتقاليدنا، ولكن على الأقل أن يتضامنوا مع الشعب في إلغاء كل الامتيازات الممنوحة لهم، أولها السيارات الفارهة والجولات الخارجية وتقليص أفراد السكرتارية وان يبادروا بأنفسهم حتى يثق الشعب في تصريحاتهم كما فعل رئيس المجلس بقراره بإلغاء كوبونات الوقود للأعضاء. بدلا مما يتحفوننا به من تصريحات إعلامية لا فائدة منها ولعل آخر تلك التصريحات ما صرح به أحد الأعضاء بأنه سيكون في صف الشعب انتصارا للإرادة الشعبية! يا سلام تصريح ناري! مضيفا ولترحل الحكومة التي لا تعرف غير جيوب المواطنين!
وهنا يكمن التساؤل هل هذا التصريح واقعي؟ وهل سترحل الحكومة بمجرد سماعها لهذا التصريح النيابي؟! لماذا لم يستخدم العضو المحترم أدواته الدستورية أم أنه استغفال للآخرين؟! لماذا لا يتابع ما يطرحه على الساحة الإعلامية عن مواقع الخلل؟ ونحن هنا نقول ليرحل الأعضاء بالإرادة الشعبية التي أتت بهم كأعضاء لأنهم بكل بساطة سقطوا في اختبار الزيادات الحكومية.
[email protected]