لم يقتصر دور وزارة الداخلية وفقا لمسؤولياتها ووظيفتها على الجانب الأمني فقط المتمثل في مكافحة الجريمة وكشفها وتقديم المجرمين للعدالة لتحقيق الأمن والاستقرار في المجتمع في الإطار القانوني والذي يعتبر مطلب الجميع، او انجاز المعاملات او التوعية الأمنية، بل تعدى ذلك الي مجال العلاقات الانسانية والتي نادرا ما تجدها في الأجهزة الأمنية في الدول النامية التي صبغت بطابع التعالي وتجاوز القانون. أشير الي ذلك لما قامت به وزارة الداخلية من دور اجتماعي تجاه الحجاج الكويتيين والوافدين من وضع ركن خاص للعلاقات العامة في المطار عند بدء موسم الحج حتى عودة الحجاج وما اشتمل عليه ركن الداخلية من مطبوعات ارشادية وأرقام مهمة وبلغات عديدة تعين الحاج عند الحاجة عند وصوله للمشاعر المقدسة، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل تعداه الى ضيافة شاملة أعطت انطباعا ايجابيا وبعدا اجتماعيا إنسانيا للجهاز الأمني في جو تسوده الألفة والمحبة والتواضع من القائمين عليه.
ولا شك ان هذا الدور الاجتماعي لم يأت من فراغ بل من ايمان القيادة الأمنية العليا ممثلة بوزير الداخلية الشيخ محمد الخالد ووكيل الوزارة الفريق سليمان الفهد، وتنفيذ تلك الرؤية من الادارة الكفؤة للعلاقات العامة والإعلام الأمني بإدارة الأخ الصديق العميد النشط عادل الحشاش وبجهود العاملين معه التي تستحق كل الإشادة والثناء لدورها الإعلامي والاجتماعي المميز.
وقد يتساءل البعض: هل هذا دور الجهاز الأمني؟ والإجابة بكل وضوح هي أن هذا هو جزء من تعزيز العلاقة بين الشرطة والشعب لضمان اقصى درجات التقارب والتعاون لتحقيق الهدف السامي للجهاز الأمني، وهو تحقيق الأمن والطمأنينة للجميع في ظل المبادرات الإنسانية والاجتماعية، وهنا ايضا قد يستغرب البعض في كيل المديح لوزارة الداخلية.
نقولها بكل صراحة: بمثل ما ننتقد الجهاز الأمني عند وجود أخطاء فإنه أيضا يستحق الإشادة والثناء لما يبذله من جهود اجتماعية وأمنية وانسانية، كما نود أن نتساءل: أين دور وزارة الأوقاف؟ أين هي من هذه المبادرات الأمنية؟ ألم يكن هذا دور وزارة الأوقاف في موسم الحج لتبصير الحجاج بما يخص أمور الحج والتواصل معهم في إطار من الود والمحبة؟ لماذا لم تقتبس وتستفيد وزارة الأوقاف مما قامت به وزارة الداخلية من خلال تجربتها الأولى المصغرة في هذا المجال العام الماضي والمطورة هذا العام؟!
لا شك ان هذه الإضافة الاجتماعية للمؤسسة الأمنية تضاف إلى إبداعاتها الأخرى في تقديم افضل الخدمات الإدارية لإنجاز معاملات المواطنين عبر مكاتب خدمة المواطن المنتشرة في البلاد وما تتميز به من حسن تنظيم واستقبال، فهل تعي الجهات الحكومية أهمية الدور الاجتماعي في علاقاتها مع المستفيدين من خدماتها أو حتى مع العاملين فيها؟! وإن لم تع ذلك فما عليها إلا استنساخ ما تقوم به وزارة الداخلية من انشطة وخدمات وبرامج توعية وان تتواصل مع الإدارة العامة للعلاقات والإعلام الأمني لتستفيد من إبداعاتها والتي تأتي في النهاية لمصلحة المجتمع.
[email protected]