المشاهد المؤلمة والمؤثرة التي تتناقلها وسائل الإعلام عن مشاهد الدمار والقتل المتعمد والحرق لمدنيين أبرياء في شرق مدينة حلب الشهباء، منذ اكثر من ثلاث سنوات دون مراعاة لأبسط حقوق الإنسان والمدنيين في مناطق النزاع.
وازدادت وتيرتها خلال الأسابيع الماضية بهجمات جوية وبرية غير مسبوقة وبمختلف أنواع الأسلحة من تحالف سوري وروسي وإيراني وبمساعدة من ميليشيات مسلحة من لبنان ممثلة بحزب الله ومن العراق النجباء والحشد الشعبي، أعطت انطباعا لا يدع مجالا للشك عن طائفية النزاع وتداعت أكثر دول العالم عربية وأفريقية وآسيوية وأوروبية والأمم المتحدة لوقف فوري لإطلاق النار مع تصاعد حدة الاستنكار العالمي وخاصة الأميركي والأوروبي، دون أن يصاحب ذلك أفعالا على ارض الواقع.
ولا شك أن هذا التحالف الروسي والإيراني والسوري لم يأت من فراغ وله اجندة واضحة وخطة تنفيذية، إلا أن الحقيقة المؤلمة هي أن سورية أصبحت ساحة صراع دولية وطائفية كل له مصالحه وأجندته، وكذلك الشعب السوري نفسه المنقسم اصلا لطوائف ومذاهب كل يستنجد بمن يقدم له العون والدعم.
وهذا ما كشفت عنه معركة شرق حلب.
من هنا فإن خسارة معركة شرق حلب، هي انتصار للتحالف الشيعي، كما هي خسارة للمعارضة السورية المسلحة السنية التي يجري اجلاؤها الي محافظة ادلب التي اصبحت معقلا رئيسيا للمعارضة يتم اجلاء المناهضين للنظام من مختلف مناطق سورية المحاصرة إليها، هي خسارة للدول العربية وتركيا الداعمة لها وهذا ما يتضح من مسيرات الاحتجاج في العديد من الدول العربية والاسلامية والاجنبية امام سفارات روسيا فيها وكأن التدخل الروسي وليد الساعة.
ولنا الحق ان نتساءل اين هذه الاعتصامات والأمم المتحدة منذ أكثر من عام على التدخل الروسي العسكري؟
وعليه، فإن القادم من الأيام في مناطق أخرى من سورية، وهذا مالا نتمناه سيكون مشابها لما حدث في شرق حلب ان لم يكن اكثر إيلاما وترويعا لتركيع المعارضة المسلحة المشتتة لتمرير اتفاق لإنهاء الصراع من قبل التحالف أغلبيته شيعيهة، إن لم يكن هناك موقف عربي وتحالف يضاهي التحالف الآخر، يحقق التوازن السياسي الدولي في الصراع السوري.
ونافلة القول والحقيقة التي يجب الاعتراف بها، ان التشرذم العربي وجامعة الدول العربية التي لا حول لها ولا قوة هما السبب فيما وصلت اليه سورية الآن،، لأنها لم تقم بما يمليه الواقع من قراءة موضوعية لمسار الأحداث منذ بدايتها إلى سقوط حلب، وألا نعلق خسارة المعارضة السنية.
على همجية الطرف الآخر الذي قرأ الواقع اكثر موضوعية.
ونحن في الكويت للأسف لم نكن بمنأى عما يحدث في سورية وخاصة بعد سقوط شرق حلب، وانتقل الصراع الطائفي إلى مجتمعنا الآمن بما نسمعه من أصوات نشاز تؤثر على نسيج المجتمع الكويتي مع صمت حكومي تجاهها، فهل يتعظ هؤلاء مما يحدث في سورية والعراق أم ماذا؟! [email protected]