[email protected]
تعتبر مراقبة الأداء للموظفين عملية إدارية مهمة لنجاح أي مؤسسة حكومية أو خاصة بصفة عامة، والأمنية بصفة خاصة، وعليها يتوقف تقييم عمل المؤسسة وكسب ثقة المتعاملين معها، لأنه في نهاية المطاف ينعكس أداء الموظف سلبا أو إيجابا على سمعة الجهة التي يعمل فيها.
ونافلة القول انه متى كان نظام المراقبة ضعيفا فإن تجاوز الموظف للوائح والأنظمة يصبح أمرا اعتياديا، لأن من أمن العقوبة لن يتردد في تكرارها كما حصل في منفذ العبدلي سابقا ومؤخرا، وقبله في المنافذ الأخرى سواء البرية والبحرية او المطار.
تلك المنافذ تتطلب مراقبة أمنية صارمة، ليس على القادمين فقط، بل على العاملين نظرا لتكرارها، وحتى التعامل مع القادمين يجب ان يكون تعامل الموظف تحت نظر المسؤول، وكما يحصل في صالة جوازات القادمين بالمطار والتي هي الواجهة الأولى للدولة ومن خلالها يكون القادم «سعيدا أو نكدا»، وما فيها من ازدحام شديد عند فترة المواسم، والكل يقف احتراما للدور نساء ورجالا، أطفالا ورضعا، شبابا وكبار سن، كويتيين ووافدين، عربا وأجانب، ومنهم قد تكون حالته الصحية لا تسمح له بالانتظار الطويل، وجميعهم ملتزمون لإنهاء إجراءات الدخول، ولكن المشكلة للأسف ولانعدام الرقابة الأمنية الإدارية، ومع تقديرنا لموظفي الجوازات لما يقومون به من جهد، تجد اللامبالاة من (القلة) من الموظفات اللاتي يعتقدن أنهن يتفضلن عليك بإنهاء المعاملة، وكأنهن لسن في مرفق حكومي يعتبر واجهة البلد.
وزيادة على ذلك ما حدثني عنه احد القادمين من قيام احدى الموظفات دون مراعاة لشعور مئات الركاب بتجاوز طابور القادمين وإدخال احدى المسافرات المعروفة في الوسط الفني التي كانت ملتزمة بالدور، وإنهاء إجراءات الدخول لها ومرافقها.
ألم يكن الأجدر بهذه الموظفة أو المسؤول مراقبة القادمين وتقديم المساعدة لكبار السن أو الرضع بغض النظر عن الجنسية؟! وستجد كل ثناء وتقدير وإدخال السعادة في نفوسهم، وهو الوضع الطبيعي والمتعارف عليه في كل مكان.
ولنا الحق ان نتساءل: أين الرقابة؟ أين مسؤول النوبة؟ أليس هذا الفعل غير الأخلاقي يتنافى مع ابسط قواعد المساواة؟!
ونقول: انه لو كانت هناك رقابة ومحاسبة المقصرين والمتجاوزين لما رأينا مثل هذه التصرفات التي قد يراها (البعض بسيطة)، ولكنها من وجهة نظرنا كبيرة، لأن أي تهاون وتجاوز في الأداء مهما كان، ستكون انعكاساته السلبية كبيرة على امن البلد وفي أمور اشد خطرا.
وكلنا أمل في ان تتم محاسبة أي متجاوز ومراقبة الأداء، ويمكن الرجوع لهذا الموقف وغيره من تسجيل كاميرات المراقبة ان كنا جادين في مكافحة الظواهر السلبية، وإن لم يتم ذلك فالأفضل تسليم الإدارة لشركة أجنبية لا تعرف «فلانا وعلانا» كما هو حاصل في امن المطار.
ولا يسعنا في هذا المجال بداية إلا أن نتوجه بالتهنئة الصادقة للأخ العزيز اللواء منصور العوضي بتعيينه وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون المنافذ مؤخرا، وكل التوفيق له بإذن الله في أداء مهامه، والأمل معقود بإدارته الحازمة في مواجهة مثل هذه الظواهر السلبية التي لا تدخل السعادة في نفوس القادمين التي يسعى مسؤولونا وفق تصريح وزير الدولة ووزير الإعلام بالوكالة الشيخ محمد العبدالله بعد حضوره مؤتمر القمة العالمية للحكومات في دبي إلى تبني مفهوم السعادة في الخدمات التي تقدمها الجهات الحكومية تحت شعار «إسعاد المتعاملين» كأولوية وأسلوب إدارة نأمل أن نراه على أرض الواقع وليس أمنيات.