بفضل وسائط الاتصال الاجتماعي المختلفة وتطورها أصبحت العلاقات الاجتماعية قريبة وإيصال الرسالة الإعلامية أكثر سهولة تجاه أي أحداث اجتماعية أو سياسية أو اجتماعية واقتصادية، بل وتعدت الرسائل إلى أمور شخصية ومحتويات هابطة جدا نتيجة الاستخدام السيئ لتلك الوسائط الاجتماعية، ومنها ما يتم تداوله من لقطات ودردشات مختلفة خارجة عن النظام العام.
ومن تلك اللقطات ما ينشر باللباس الرسمي لوزارة الداخلية الذي يمثل القانون وأن من يرتديه يمثل الجهة التي يعمل بها، وهنا نشكر الجهات المعنية بوزارة الداخلية في متابعة تلك الرسائل ومحاسبة مرتكبيها.
أشير إلى ذلك فيما تم تداوله من لقطات فيديو عبر وسائل الاتصال الاجتماعي برجل عسكري يقوم بتصرفات غريبة بالشارع تجاه قائد سيارة أخرى وبكلمات خارجة عن الذوق العام دون أي اعتبار للباس العسكري الذي يرتديه، وقد جاء رد وزارة الداخلية من الإدارة العامة للإعلام الأمني تجاه ذلك بأن القضية تتعلق بخلاف شخصي مع قائد المركبة الأخرى وبينهما قضايا منظورة أمام القضاء وليس أثناء مهمة أمنية.
ومع الاحترام لرد وزارة الداخلية فإن ما يهمنا هو ذلك «اللباس الرسمي» حيث إن التصرف والسلوك الذي يبتعد كل البعد عن الربط والالتزام العسكري الذي هو سمة أساسية لكل من يرتدي الزي الرسمي والذي يحتم علية ضبط النفس احتراما للباس الرسمي وبغض النظر عن حالة النزاع مع أي طرف التي لا تهمنا.
ونافلة القول إننا لا نقبل بأي حال من الأحوال أي تصرف من أي مواطن أو مقيم يتهجم على رجل الشرطة على اعتبار أن رجل الأمن بلباسه الرسمي يمثل القانون وهيبته من هيبة الدولة، ولكن عندما نشاهد مثل تلك التصرفات والكلمات نجدها بالفعل لا تليق برجل الأمن وباللباس الرسمي الذي ينم عن سلوكيات يجب ألا تكون لدى رجل الأمن ولا تليق برجل الأمن الكويتي التي تعمل وزارة الداخلية بأجهزتها المختلفة وأولها الجهاز التعليمي على اختيار افضل العناصر وتأهليهم للمهام الأمنية لأن أي تصرف ينعكس على سمعة وزارة الداخلية وثانيا للجهاز الإعلامي الذي لا يألو جهدا في بث التوعية وثالثا جهاز الرقابة والتفتيش الذي يحرص على مراقبة ومحاسبة السلوكيات الخاطئة لرجل الأمن.
ومن هنا فإن رد وزارة الداخلية قد جانبه الصواب وكأنه يوجد الأسباب لتبرئة العسكري من تلك التصرفات السلبية واختزال الموقف بأنه نزاع شخصي، بدلا من التأكيد على عدم القبول بمثل هذه التصرفات التي تسيء للجهاز وكأننا في دولة متخلفة اليد الطولى لمثل هذه التصرفات وأي إنسان لديه نزاع لا يستغل لباسه الرسمي في أمور خاصة وهذا ما نأمله من الجهات المختصة في الوقوف أمام مثل هذه التصرفات بالمزيد من الدورات السلوكية وعدم الخلط بين العمل الأمني والخلافات الشخصية.
[email protected]