منذ أقل من شهر تم تداول أكثر من فيديو عبر التواصل الاجتماعي الإلكتروني لرجال ممن أساءوا إلى شرف العمل الشرطي الذي أقسموا على أدائه بالإخلاص والتفاني والمحافظة على امن المجتمع.
الفيديو الأول وقد انتشر انتشارا واسعا لرجلي أمن في دورية عسكرية وهما يعترضان طفلا أجنبيا، يمارس رياضة المشي بالطريق في إحدى المناطق والتحرش به لفظيا بكلمات خادشة للحياء دون أدنى شعور منهم بالمسؤولية المهنية التي يحملانها بصفتهما رجلي أمن منوط بهما حماية الأعراض وحماية السلم المجتمعي، وهما من المعنيين بتحقيق الأمن والأمان في المجتمع لكي يشعر كل فرد بالطمأنينة على عرضه وماله.
وإزاء هذا التصرف تمنى كل من شاهده أن تتصرف وزارة الداخلية سريعا في إطار حرصها على سمعتها وكسب ثقة الجمهور معها، وهذا ما حدث بالفعل عبر بيان الإعلام الأمني في حينه من التحقق من هذا الفيديو لأن الأمر فيه من الخطورة لا لشيء إلا لأن المنوط بهم حماية الأمن هم من يعتدون على الأعراض ويتعرضون للأبرياء، وفعلا تمت إحالة رجلي الأمن للتحقيق. وفي الحادثة الأخرى قيام احد الضباط بنشر فيديو لم يراع به الضبط والالتزام العسكري. وتمت أيضا إحالته للتحقيق.
ومنذ أيام قليلة، أعلنت وزارة الداخلية عن تسريح رجلي الأمن والضابط من شرف الخدمة العسكرية، بعد أن أثبتت تحقيقات الإدارة العامة للرقابة والتفتيش ثبوت ما قاموا به من أفعال تخالف النظام العسكري.
وهنا، نود أن نشيد بهذا القرار الحازم الذي لم يتخذ إلا بتوجيهات من القيادة الأمنية العليا بوزارة الداخلية ممثلة بنائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ خالد الجراح والوكيل الفريق محمود الدوسري، التي تؤمن بأن العمل الأمني لا يمكن أن يكون وسيلة للتعرض لأعراض الناس والإساءة للجهاز الأمني من أفراد قلائل لم يراعوا حرمة الناس ولا التزاما بالقسم الذي أدوه.
ولا شك أن «حزم الجراح» في هاتين الواقعتين دليل على أنه لا مكان لأي مسيء من منتسبي الجهاز الأمني وهو أمر افتقدناه كثيرا في السابق ولكن بعد هذا الحزم والإعلان عنه بوسائل الإعلام عبر بيان امني صادر من الإدارة العامة للإعلام الأمني التي نقدر دورها التوعوي الأمني على مدار الساعة، فإنه بلا شك يعد «انتصار الشيخ الجراح» لحق المجتمع بالنيل ممن انتهكوا شرف الأمانة العسكرية، وعلامة فارقة في المؤسسة الأمنية التي أوصلت رسالة مفادها ان كان هناك استغلال من البعض لعملهم الأمني فإن عين المجتمع تتوافق مع توجه القيادة الأمنية في اجتثاث أمثال هؤلاء من شرف العمل الأمني، وعدم التهاون بهذا الخصوص واتخاذ الإجراء السريع بحق أي متجاوز من منتسبي الجهاز الأمني وهذا ما حصل بالفعل مع هاتين الحادثتين لكي يشعر الجميع بالأمن والأمان.
[email protected]