أغلى ما يملك الإنسان هو عقيدته التي يؤمن بها وخاصة في الدول الإسلامية، ولهذا وضعت القوانين في مختلف الدول وان اختلفت المعايير فيها التي تجرم ازدراء الأديان لما فيها من ضرر كبير على الوحدة الوطنية، ودرءا للمخاطر التي قد تتولد نتيجة لذالك التعدي.
ولا شك أن الشعائر الدينية المرتبطة بالديانات السماوية اليهودية والمسيحية والإسلامية أو المعتقدات الأخرى لها قدسية كبيرة لمن يؤمن بها، ولهذا تجد أن من يتعدى عليها يجد من يقف أمامه.
وللأسف وبتطور وسائل الاتصال الاجتماعي وسهولة انتقال المعلومة والتحجج بحرية الرأي والتعبير أصبح لدى البعض التباس ما بين الدين وتعاليمه وما بين ما يمارسه البعض من المتشددين والمتطرفين الذين يشوهون سماحة الأديان السماوية وما فيها من شعائر وأحكام لخير البشرية وللمؤمنين بها، وهذا الأمر واضح للعيان في مختلف الديانات والعقائد.
فهناك من يسيء لما يؤمن به من الملة نفسها نتيجة الفهم الخاطئ للعقيدة، أو متعمدا بهدف اثارة البلبلة في المجتمع.
ونحن هنا في الكويت قد أنعم الله عز وجل علينا بنعمة الإسلام الذي يدعو إلى التسامح والتكافل وكذالك الكثير ممن يعيش على هذه الأرض الطيبة ممن يؤمنون ويعتنقون معتقدات أخرى يمارسون شعائرهم بكل حرية ولا تسمح القوانين بازدراء أي منها.
ولكن للأسف أصبحت ممارسات البعض من الجماعات الإرهابية والمتشددين تشوه الإسلام وشعائره، وللأسف أيضا هناك البعض من يردد تلك الممارسات وينشرها لكي يلصقها بالإسلام بحجة إبداء الرأي، وكأنه بهذه الحالة كمن يريد تذكير الناس بتلك الممارسات السلبية.
ولنا الحق أن نتساءل لماذا يسعى البعض إلى اثارة مثل هذه المواقف التي تفرق ولا تجمع في مجتمع إسلامي! نعم الجميع يعلم أن الغرب يعيش فوبيا الاسلام نتيجة الجماعات الإسلامية المتطرفة وممارساتها الدنيئة باسم الإسلام، والإسلام براء منها، وارتباط بعض الكلمات الدينية بالقتل، ولكن أن تكون هذه الفوبيا في بلادنا فهو أمر لا يقبل به احد بحجة إبداء الرأي وما فيها من إخلال بالأمن والسلم الاجتماعي، لأننا نعرف حقيقة ما يجري وما تقوم به الجماعات المتطرفة التي اتخذت من الإسلام غطاء، لها لا لشيء إلا لمحاولة تشويه الإسلام، بتلك الممارسات الهمجية ونفهم حقيقة ديننا الإسلامي الحنيف.
وإلى يومنا هذا هناك ممارسات خاطئة يمارسها البعض حتى في حياتهم اليومية بالتشدد في بعض الأمور الدينية، بل والتذكير بها ولا يمكن بأي حال من الأحوال إلصاقها بالدين وشعائره.
ولهذا فإن صوت الأذان وما يحتويه من كلمات عظيم شأنها لهو تذكير بأعظم شعائر الله عز وجل وهي فريضة الصلاة وما فيها من فلاح إلى يوم الدين، وليس بداعش أو غيرها ممن يحاول البعض أن يتذكرهم عند سماع الأذان.
[email protected]