قرأت قبل عدة أيام خبرا، تقشعر منه الإبدان ويبتعد عن الاحسان والعاطفة، ويتلخص هذا الخبر في قضية ميراث ابن يخاصم أمه أمام القضاء لبيع بيت الورثة، والأم تبكي أمام القاضي وتستسمح ولدها بأن لا يبيع البيت وهي في هذه السن الطاعنة إلا بعد مماتها.
وبغض النظر عن حق الابن من عدمه، لكن دموع الأم واختصامها أبعد ما يكون عن شيم الأخلاق.. وقبل ذلك ما وصانا به الله عز وجل من الإحسان الى الوالدين وخاصة عندما يكبرا في السن، بعد ان ضحيا بما لهما وصحتهما في سبيل أبنائهما، وبالأخص الأم تلك الإنسانة التي لا يمكن لأحد ان يجحد دورها فكيف بالأبناء! للأسف هذه القصة وغيرها ممن يرسل والديه الى بيت العجزة لهي قمة في العقوق من أجل مال أو ترضية لزوجة؟ وفي هذا السياق يتعب الوالدان بتربية أبنائهما وتعليمهم وحثهم على القيم والأخلاق ليكونوا صالحين في مجتمعهم ويرفعوا رؤوس والديهم، حيث ان هناك حالات أخرى يتعرض لها الوالدان وتسبب لهما إحراجا من أبنائهما نتيجة قيامهم بتصرفات سلبية في المدرسة أو خارجها، تستلزم استدعاء ولي الأمر... أو ارتكاب الأبناء جرائم بغض النظر عما اذا كان الابن قاصرا أو بالغا فالابن يظل ابنا بعين والديه ويتأثران بما يحصل له.
وهنا أود أن أشير إلى رسالة عبر التواصل الاجتماعي اقتبست عنوان مقالي منه، وتتلخص بقيام طالب بتصرفات استدعت استدعاء ولي الأمر للمدرسة وكان في قمة الهدوء فقام الأب بإصلاح ما ارتكبه الابن، وقال امام مدير المدرسة والمدرسين لابنه: (اذا ما كنت تقدر ترفع رأس والدك.. لا توطيه)! فكانت هذه الكلمات بمثابة سهم اصاب الابن الذي انهار بالبكاء على ما قاله والده! الذي لم يوبخه أو يصرخ عليه، بل كلمات مؤثرة نابعة من قلب أب، يرى في تصرف ابنه الذي يحمل اسمه اساءة بالغة له، وايضا الابن الذي شعر باحساس الأب وأسفه وندمه حين قال: لو ضربني ابي لاهون علي من هذه الكلمات.
وفي هذا السياق فإن هذه الرسالة المعبرة، من شخصية اعتز بها لا ترسل إلا خير الكلام والموعظة وهو د.عبدالله الكندري خطيب وإمام مسجد النصرالله، استثمارا لوسائل التواصل الاجتماعي وما احوجنا اليها هذه الأيام التي أصبحت كل شيء في يومنا هذا في غرس القيم والأخلاق بدلا من الإسفاف وما نأمله من الأبناء ان يدركوا ان أي تصرف سلبي منهم له تأثير على وجدان الوالدين.
وكذلك الآباء فإن الأبناء ينظرون لهم كقدوة وأي تصرفات سلبية صادرة منهم تنعكس سلباً على الأبناء ويحرج امام زملائه واصدقائه.
اذا كل منا له دوره حتى لا ينعكس على الآخر.
[email protected]