لم يعرف تاريخ الصراع العربي- الإسرائيلي معركة أطول من معركة طوفان الأقصى بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الصهيوني، قرابة ربع العام وما زال الضحايا الفلسطينيون من أطفال ونساء يتساقطون ومبانيهم تنهار على رؤوسهم من شدة القصف الاسرائيلي الهمجي.
هذه المأساة المفتوحة بدأت تؤثر حتى على مواقف حلفاء الكيان الصهيوني الذين كانوا متحمسين للرد القاسي من الاسرائيليين ضد غزة، فمنهم من صرح في بداية معركة طوفان الأقصى بـ «أننا على استعداد لتوفير جميع سبل الدعم المناسبة لحكومة إسرائيل وشعبها»، وجددوا مرارا التأكيد على دعم «إسرائيل»، حتى بلغ الأمر إلى إبلاغ رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو بأن «الرد الإسرائيلي يجب أن يكون حاسما»!
ولكن بعد أكثر من 100 يوم من استمرار الحرب والدمار، تغيرت هذه المواقف قليلا، حيث بدأت رسائل غربية تصل الى الكيان الصهيوني لإقناعه بإنهاء هجومه وخفض التوترات في المنطقة، وتخفيف الأزمة الإنسانية في غزة.
بينما ما زال نتنياهو يصرح بأنه سيستمر في هجومه على غزة «حتى تحقيق النصر الكامل»، وهو ما يعني - وفق زعمه - تدمير حركة حماس وإعادة من تبقى من الرهائن والذي قد يستغرق عدة أشهر.
يبدو أن هناك حالة خلاف واسعة بين الغرب وإسرائيل بشأن نطاق الحرب، وخطط تل أبيب لمستقبل قطاع غزة، أوجدت حالة من التوتر في العلاقة بين نتنياهو وداعميه الأساسيين، ربما ساهمت في ذلك أيضا الضغوط الداخلية من الشعوب الغربية على حكوماتها وكذلك من قبل مجموعات من السياسيين من التوجهات المختلفة، والذين نادوا بوضع شروط لتقديم الدعم للكيان الصهيوني، ومنها التزامها بالقانون الدولي ومنع عملية التهجير القسري الذي يمارسه الإسرائيليون بحق فلسطينيي غزة، وحماية المدنيين الفلسطينيين.
أخيرا، هناك أنباء عن مفاوضات ترعاها دولة قطر تهدف الى فرض هدنة طويلة نسبيا تتخللها إجراءات تبادل للمحتجزين والأسرى من الجانبين على عدة مراحل، ولكن بالتأكيد لم يحسموا المرحلة الأخيرة هل يتم «تبييض» السجون الإسرائيلية من الأسرى الفلسطينيين، أي إفراغها، أم هل سيتم إبعاد قادة حماس من قطاع غزة؟!
من المؤكد أن أهداف الحرب المعلنة لدى الطرفين كبيرة جدا، ولن يتم تحقيقها.
ملاحظة: يجب التأكيد على أنه ألا أحد يستطيع أن ينكر على أهل الأرض «الفلسطينيين» مقاومتهم للاحتلال «الصهيوني» ولا يمكن أن يتدخل بتوقيت المعارك أو انعكاس نتائجها عليهم، فهم أحرار في ذلك.