عادل العتيبي
يؤلمنا ويمزق قلوبنا أن نرى أهالينا في غزة تحت القصف الاسرائيلي المستمر بلا رحمة، ويؤلمنا أن نرى شلالات الدم التي تسقي أرض غزة العربية ونحن لا حول لنا ولا قوة غير الشجب والاستنكار وإدانة هذه الجرائم الوحشية.
تهدمت البيوت على أهلها وهم نيام، وتشرد الآلاف من الأسر والمئات من الشهداء والجرحى، بما يفوق ما ذكرته وسائل الإعلام، والأشقاء العرب في البلدان العربية المختلفة يتظاهرون ويحرقون الاعلام، وتعلو أصواتهم بالتهديد والوعيد، وبعدها يذهب كل منهم من حيث أتى للحديث عن المظاهرة ومتابعة آخر الأخبار، وغزة تحت القصف غريقة بالدماء تنتظر صلاح الدين المعاصر لا بالهتافات والصراخ.
ان شعب غزة المسكين وقع بين فكي اللعبة السياسية التي افترسته مضمونا وشكلا دون هوادة حتى تمزق الجسد الواحد وتفرقت أشلاؤه كحال الحركات السياسية، فالقضية واحدة والمصير واحد والنوايا فيما بينهم باطلة، فكل منهم يخالف الآخر ويعتمد على الدعم الخارجي ويبحثون عن شماعة لكي يضعوا أخطاءهم عليها، وأهل غزة هم الذين يدفعون الثمن لا غيرهم.
إننا بحاجة الى ان نصارح أنفسنا قبل كل شيء بـ : الى متى ونحن نعيش حالة الهزيمة وكأننا غير قادرين على ان ندافع عن القضايا العربية من احتلال فلسطين الى قضية اللاجئين الى حصار غزة وقصفها بالطائرات ونحن في أضعف حالاتنا تجاه أهلنا المنكوبين، ولا نسمع الا التنديد ولا نشاهد الا المظاهرات، عاجزين عن حمل السلاح والقتال تحت راية الكرامة العربية التي مزقتها المصالح ودفنت تحت التراب، فلتكن لنا كلمة واحدة، إما السلام العادل والشامل تحت مظلة جامعة الدول العربية، وإما تفعيل الدفاع العربي المشترك ويكون مصير الأمة هو الحرب، نعيش بعزة أو نموت بكرامة بدلا من ان تعيش هذه الشعوب تحت رحمة الحركات والتكتلات السياسية والتفرقة فيما بينها.