عادل العتيبي
من منا لم يشد بالإعلام الكويتي في أواخر السبعينيات والثمانينيات، تلك الفترة التي تعتبر العصر الذهبي للإذاعة والتلفزيون من حيث المسلسلات الدرامية والأغاني والبرامج المطلوبة التي لاتزال خالدة في أذهان الجميع.
إلا أن هذا الجهاز الإعلامي في ظل التطور السريع بقي متخلفا عن الركب، ولم يعد له أي دور فعال، فحاجة المشاهد أو المستمع لن يجدها لدى هذا الجهاز بل يجدها في أماكن أخرى وهنا بدأت الأعذار بالظهور معللين ذلك بأن هذا الجهاز الإعلامي ما هو إلا جهاز حكومي ولديه خطوط حمراء لا يستطيع أن يتجاوزها ومساحة الحرية فيه ليست كافية كما هي في القنوات الخاصة وتناسوا أنه خلال عصره الذهبي كان يتبع القطاع الحكومي أيضا.
من وجهة نظري الإعلامية وبعيدا عن المزايدات، لا توجد خطوط حمراء كما هو شائع، فهذه القاعدة وضعت من صنع المسؤولين وهي خطأ في خطأ وقابلة للتغيير ما دام هناك فكر يدرك متطلبات المجتمع ويتأثر بها وينقلها اليه عبر هذا الجهاز ليرتقي به بعيدا عن الطائفية والتطرف الديني والطبقية ومراعاة العادات والتقاليد.
وما يجري الآن ما هو إلا قص ولزق أو إعادة لأفكار قديمة وكأن الإبداع قد انتهى في أروقة الإعلام الحكومي الذي تنقصه السيولة المالية وإن وجدت ذهبت إلى أماكن لا قيمة لها ولا جدوى حتى وصلنا إلى ظاهرة الطيور المهاجرة لعدم إعطائهم فرصة لإكمال المسيرة.
أعتقد أن الإعلام بحاجة إلى إدارة لديها القدرة على أن تنتشل هذا الجهاز الحكومي من الركود والجمود إلى ما كان عليه سابقا بدلا من الصراع والشللية والمحسوبية متجاهلين قيمة هذا الجهاز الإعلامي المهم الذي يسعى لاستقطاب أكبر قدر ممكن من الجمهور مع البحث عن أساليب جديدة لإدارة الإعلام ووضع خطط ومنظور إعلامي جديد يحسن من الأداء القاتل الممل لهذا الجهاز بدلا من تبذير الأموال على لجان واجتماعات بلا فائدة على جهاز قضى عليه الدهر بسبب الإدارة المقلوبة.