عادل العتيبي
لم أكن أتصور أن يسرق حذائي بعد أن صليت الفجر وقضيت الفرض في الحرم المكي مع العلم أنني كنت أعرف موضعه بالضبط وذلك بعد أن ذهبت لتقبيل الحجر الأسود عدت إلى مكان الحذاء فوجدته خاليا «يصفر» فقلت لنفسي إن عمال النظافة قد أخذوا حذائي عند تنظيفهم للمكان فذهبت لأفتش عنه رافضا الاستسلام واليأس من أن أعود إلى الفندق حافيا، ولكن للأسف فتشت في كل مكان ولم أجده، فأخبرني أحد المارة أن هناك كومة من الأحذية لعلك تجده هناك، وعلى الفور ذهبت إلى هذا المكان وإذ بسيدة عجوز تفتش في الكومة وتختار منها ما يطيب لها من الأحذية الرجالية والنسائية ولم أجد حذائي، فقلت لنفسي: ربما أحد المارة سبقني إلى كومة الأحذية ووجد حذائي وأعجب به وأخذه معه حاله حال هذه السيدة العجوز.
وبعد أن رفعت راية اليأس من أن أجد حذائي المفقود، وجدت شيخين عالمين بأمور دينهما ودنياهما فأسرعت إلى إخبارهما بقصة فقدان حذائي وكومة الأحذية وما تفعله هذه السيدة العجوز في وضح النهار وأمام مرأى عيون الناس.
فأخبرني الشيخ الأول بجواز أخذ حذاء إذا لم يكن له صاحب وجواز ما تفعله السيدة العجوز لأن نهاية هذه الأحذية إلي القمامة أما الشيخ الثاني فحرم أخذ أي شيء في ساحة الحرم الشريف إلى أن يستدل على صاحبه وليس هناك حق في أخذه، فهذه الفتاوى التي سمعتها من الشيخين ذكرتني بفتاوى شبيهة لها وهي: يجوز إسقاط الديون عن الشركات ولا يجوز إسقاطها عن المواطنين، والجميع متضررون، فالشركات تساهم في انتعاش الدولة اقتصاديا، وهذا الفرد أساس المجتمع الذي تعتمد عليه الدولة، وقد اختلف الفقهاء على أصعب شيء وأبسط شيء، والمهم أنني عدت إلى الفندق حافي القدمين دون أن أجد حذائي.