أي مواطن غيور على بلده لابد له أن يشعر بالمرارة في حلقه والألم يعتصر قلبه وهو يرى ما آل إليه حالنا فبعد أن كانت الكويت لؤلؤة ودرة الخليج وقبلة المستثمرين والملاذ الآمن لرؤوس الأموال نجد كل هذه قد هجرتها إلى بعض العواصم الخليجية، اللهم لا حسد، ولكني أتساءل لماذا نحن قابعون في مكاننا والعالم من حولنا يتغير حتى أصبحت بعض العواصم الخليجية تضاهي اعظم عواصم العالم ونحن نكتفي بالشعارات الزائفة الجوفاء، ان الأمم تبنى بالأعمال لا بالأقوال، مشاكلنا كثيرة، خريجونا ينتظرون في طابور طويل وهم عاطلون عن العمل ونحن في بلد الخير، الم تشعروا بآلام الباحثين عن مأوى ومسكن يأويهم؟! شوارعنا متهالكة والازدحام حدث ولا حرج طول اليوم، ومواعيد بالمستشفيات اشهر طويلة، وقضية اخرى تمس سمعة الكويت في المحافل الدولية وهي الاتجار بالبشر، فقد تم ترحيل أعداد كبيرة من مخالفي الإقامة، فمن الذي أتى بهم وأحضرهم إلى الكويت وتركهم ضائعين في الشوارع؟ وكم اخذ من كل واحد منهم نظير عدم الممانعة؟ وكم أخذ منهم نظير الإقامة أو نقل الإقامة؟
القضية ليست في التخلص من هؤلاء المخالفين، انما القضية لها بعد انساني قد غفل عنه تجار الإقامات والمرتشون في الوزارات، الذين يعيشون بيننا وآلاف التصاريح تعمل عن طريق الواسطة والتزوير في ختم لا مانع وتزوير عقود حكومية ورشاوى طالت كل مجال، فما الحل لهذا الفساد الذي قال عنه صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حفظه الله «انه يثقل كاهل البعارين»؟ الحل هو القانون الصارم وسيادة القانون والتشهير بكل وسائل الإعلام ونشر اسماء المرتشين الفاسدين والمنتفعين، حتى يعرف القاصي والداني حجم الإساءة التي يلطخها هؤلاء بسمعة الكويت ناصعة البياض، ان طهارة ثوب الكويت هي مسؤوليتنا جميعا، ولن نستطيع ان نعيش في الظلام ونحن مبصرون، فالذي يريد بالكويت سوءا علينا ان نمحقه ونتبرأ منه ولا احد فوق القانون كما قال صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، ولابد ان يكون هناك رادع يردع هؤلاء الأفاكين المرتشين ومن امن العقوبة اساء الأدب قال تعالى: (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه، اللهم آمين.
[email protected]