قالوا لنا من خلال الصحافة إنه وحش جديد جاء على أنقاض وحش حولي، بل انه أفظع وأشنع وأبشع فالرجل قتل الطفلة (طلعت امرأة) مريم الباكستانية ثم عاد لها في اليوم التالي وعاشرها وهي ميتة!
فكتبت وأسأل الله الغفران مقالا بعنوان «بل هو كلب خيطان» أقمت فيه الدنيا ولم أقعدها لبشاعة الجريمة.
بعد فترة طلعت لنا مريم حية ترزق، ولا ندري لماذا تغيبت عن منزل أبيها الذي اكتشفنا كذلك انه «مو أبيها» يعني هو ليس بوالدها الحقيقي بل هو والدها بالتبني، والوالد الحقيقي عايش! شلون، لا تسألوني بل اسألوا وزارة الداخلية التي وافقت ان تكون على اقامة شخص على انه والدها ثم تبين لها أنه «كفيل».
والله العالم كم كفيلا عندنا بالبلد؟! والمهم هو اننا اكتشفنا ان مجرم خيطان الفظيع والشنيع والذي قيل عنه إنه «خبل» او مجنون ببيان الداخلية لم يعرض أصلا على احد ليتبين وضعه الصحي، بل ان محاميه وهو زميل من الثقات (ان شاء الله عندنا) يؤكد أنه عاقل.
يعني صنعوا منه «مجرما» وهو ليس كذلك، وصنعوا منها «ضحية» وهي حية ترزق، وجعلوه مجنونا وهو والله العالم عاقل.
الرجل قضى شهرا بالتمام والكمال لأن الإخوة في الداخلية قرروا عمل أكشن في الشارع الكويتي، فالمقالات كتبت والصفحات فتحت، والمواضيع سطرت وفي الآخر لا مجرم ولا ضحية ولا هم يحزنون!
والواقع هناك جريمة حصلت ولابد من الوقوف عندها، فلو ان مريم الباكستانية لم تظهر لدخل هذا المسكين السجن إن لم يعدم!
كرامة شخص أهدرت وللأسف صدقنا ما قيل وساهمنا جميعا دون عمد أو قصد في ذلك لأننا لم نتوقع ان تكون القدرات الاخراجية والابداعية لدى بعض ضباط المباحث عندنا بهذه الجودة.
واليوم هل هناك تحقيق فتح في الموضوع؟ وهل هناك ثمن لما عاناه هذا الانسان؟ وهل هناك اجراء اتخذ لعدم تكرار مثل تلك الحوادث مستقبلا؟
ألا تترك هذه الجريمة شيئا من ظلال التخوف والقلق حول مصداقية تحريات رجال المباحث عندنا وبعضهم ولله الحمد مخلصون وصادقون وأمناء.
على وزير «سحب الجناسي» والاعلانات ان يعطي هذه القضية شيئا من اهتمامه، وأن يعتذر نيابة عن رجالاته لهذا الشاب، فوالله ان الاعتذار وحده لا يكفي.
يا أخي الكريم.. سامحنا.. وحسبي الله ونعم الوكيل فيمن تسبب في كل ذلك.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
www.alshohomi.com