بقلم علي القلاف
بعيدا عن رأيي وقناعتي الراسخة بأن ما يسمى بالمعارضة قد أدمنت تمثيلها فصدقته، وبمعزل عن حالة التعارض التي تعيشها هذه المعارضة المتعارضة، فإن ما آلت إليه الأمور في أحداث الأندلس الأخيرة يستوجب منا جميعا أن نرجح كفة العقل ونعمل قاعدة الحكمة في التعامل مع أي مسيرات وتجمعات قادمة والسبب في ذلك أن السواد الأعظم من أبنائنا وصغار السن منهم تحديدا هم في حالة انفصال تام عن الواقع بحكم عملية التغرير الواضحة والأدوار الممنهجة التي يؤديها بطل الفيلم وبعض الكومبارس في إيهام تلك الجموع بأن القضية هي قضية كرامة وعلى وزن «ولا... عسانا ما نكون» لذلك وجب على أهل العقل والحكمة أن يكون لهم من حسن التدبر والرأي الراجح ما يدفع باتجاه عدم الصدام والمواجهة، فمنهجية الحراك حاليا تستهدف سقوط مصابين وربما قتيل أو أكثر حتى تأخذ القضية منحى الانتقام والدم بالدم، فلا يتوجب لقطع الطريق على الذين يراهنون على ذلك أن تكون تدابير المواجهة قائمة على الصدام المباشر، هذا إن كان أهل القرار مؤمنين بأن عملية المواجهة الحالية هي عملية مخططة، الهدف الأسمى منها أن كرامة الرموز لا تتحقق إلا على دماء أبنائنا والذين أيا كانت درجة تصعيدهم وتصرفاتهم لا يمكن تصنيفها إلا بخانة الاستغلال واستخدامهم كدروع ومتاريس، إذن نحن بانتظار الحكماء وهم كثر حتى من صفوف من تداعى لمطالبات تلك المعارضة في يوم من الأيام ولكنهم عندما بدأ الخيار يأخذ منحى الاعتراض على الأحكام القضائية والتهرب من تنفيذها كان لها كلمة حق فتبقى بذلك معارضة تجبرك على احترام رأيها لأنها باختصار تعارض تحت مظلة الدستور والقانون، المفارقة الغريبة أن يتزامن رفض من صدر بحقه حكم واجب النفاذ وتهربه من تنفيذه مع هروب الرئيس الباكستاني السابق من المحكمة بعد صدور حكم بحبسه على خلفية قضايا إدانة.
فيا ترى ما هو الرابط بين المحكومين الاثنين في الكويت وباكستان؟ والإجابة باختصار أن الاثنين يراهنون على العزوة والأنصار كطوق نجاة، وهذا ما لم يرد ذكره في أي قانون أو شرعة باستثناء دولة اللاقانون ونظام اللادولة، ويبقى رهاننا في الخروج من هذا الوضع بحكمة البشوت وغيرهم وليس بذهنية وعقلية برويز
[email protected]