ذات الوجه الأسود المكفهر، والفؤاد المتحجر، عيونها قذرة، ورائحتها نتنة، تلتف بعباءة زاهية، وإذا ما التفتت إليك، بانت أفكارها الداهية.
من أيقظها؟.. وهل كانت حقا نائمة؟
من أظهرها؟.. وهل كانت فعلا متوارية؟
تلك الفتنة التي لا تعرف سوى درب واحد، ولا تقبل إلا بنتيجة غالية!
تتبع ظلها.. لأنها تخاف النور، ويتبعها قوم قلوبهم قاسية، منذ القدم كانت مكروهة، مرفوضة، ملعونة.
أشعلت نيران الحقد وتركت الساحة للخصام، وسببت المعارك بين الأخوة وتوارت بين الحمام، وتصادقت مع إبليس حاملة لواء السلام.
في كل زمن كان لها شكل مذموم، ومن تبعها في كل بقعة مهزوم، حزبها معروف، تغير لونها كيفما تشاء، ولكنها في كل حال ثوبها مكشوف.
من أيقظها؟.. وهل تركوها فعلا تنام؟
من سلم عليها؟.. من صافحها؟
من فتح لها الباب؟.. من رافقها؟
وهي التي نزعت في يوم عن وجهها الحجاب، وأشارت إلى الجنة وكانت ترديهم العذاب.. وأعطت الأمان وغدرت بالأصحاب!
ووعدت بالحرير والذهب، وكانت تقصد السراب.
من أمن لها؟.. من صادقها؟
من تركها تحوم حولنا وصفق لها؟
انها المجرمة القاتلة، انها الأفاكة المتلونة، ملعونة ومن أيقظها ستدور عليه وتسمه بسمها بلدغة قاصمة!
[email protected]