صادفت امرأة في الأربعين من عمرها، وحدثتني عن عملية تصغير المعدة التي أجرتها منذ عدة أشهر، قالت لي: انها كانت سمينة جدا ولا تستطيع إنقاص وزنها إلا عندما تتبع حمية شديدة مع أدوية منوعة للتخسيس، وحينما تتركها يعود وزنها كالسابق، لذا قررت إجراء عملية لتصغير معدتها، والآن هي أكثر ثقة بنفسها من السابق، لدرجة أنها أصبحت ترتدي ملابس الفتيات الصغار، وأصبح شكلها العام لا يوحي بعمرها الحقيقي.
وأخرى قالت لي ان والدتها قامت بتلك العملية، وصار والدها يغار عليها كثيرا، ويمنعها من الخروج أو التحدث إلى الرجال، ومنهم أزواج بناتها، وهي سعيدة بأنها استعادت اهتمام زوجها بها.
الحقيقة.. إن السمنة المفرطة تعطي عمرا إضافيا لعمر الإنسان، وأيضا لا نغفل عن مضارها والمتاعب التي يواجهها الشخص البدين لثقل جسمه، وانتشار عمليات تصغير المعدة أو تحويل المسار وغيرها، التي انتشرت بشكل ملاحظ بين النساء في الآونة الأخيرة، يجعلنا نتساءل، هل جميع هؤلاء النساء كن بحاجة ملحة إلى تلك العملية؟ هذا ناهيك عن العملية التي تتبعها في كثير من الأحيان لشد الجلد المترهل بسبب إنقاص الوزن السريع والشديد.
لقد أصبحت هذه العمليات الآن منتشرة كعمليات التجميل تماما، حتى إنني سمعت طالبة في الجامعة تريد أن تجري هذه العملية، خوفا من السمنة مستقبلا! وهذا ما يدل على التوسع في عمليات كهذه، وترك الأسلوب الصحيح في إنقاص الوزن، مع المحافظة على جسم صحي سليم غير معرض لخطورة البنج والأخطاء الطبية، لا سمح الله، وأيضا كما سمعت أن المعدة التي يتم تصغيرها، هي معرضة للتمدد وكبر الحجم إذا ما حافظ الشخص على تناول الأكل القليل الذي يحدده له الطبيب، والرياضة اليومية، وهذا يعني أن التقليل من الطعام واتباع الحمية والرياضة اليومية، هي الأساس الصحي والسليم للمحافظة على الوزن.
قالت لي جارتي والتي تعاني من السمنة منذ صغرها، إنها لا تفكر في إجراء هذه العملية إلا بعد مضي 5 أعوام على من أجريت لهم مثل هذه العمليات، لتتأكد من عدم وجود مضاعفات أو مشاكل صحية على المدى البعيد، لكيلا تندم بعدها على إجرائها.
في الواقع.. إن العلم أصبح واسعا، فكان الناس في السابق يخافون حتى من إجراء عملية إزالة لحمية الأنف، بينما الآن صار البعض يذهب برجليه للمستشفى لإجراء أكبر من تلك العملية من دون خوف أو رهبة، ويبقى السؤال الملح: هل سيكتشف الطب في المرحلة المستقبلية طرقا أخرى لعمليات إنقاص الوزن، من دون جراحة ولا بنج، ولا عودة للوزن السابق، وأكثر أمانا وسلامة للمريض، كما فاجأنا باكتشاف طرق أخرى سهلة ومضمونة، لكثير من العمليات الصعبة؟ مع تمنياتي لكل مريض بالشفاء العاجل.
[email protected]