أنوارعبدالرحمن
اليوم، قررت أتذكر، مو غصب عني ولكن بطيب خاطر مني، الأمور اللي راحت وسلمنا عليها، وهي داشة عقلنا الباطن غصب، أذكر أيام كنا نختب فيها على أشياء ونهتم لها، لكن بسرعة يتلاشى هالاهتمام، والعصاة اللي البعض يستخدمها للترهيب فيها، راحت رهبتها، لأن احنا صرنا أكثر ثقة، لا وبعد قمنا نطلع العين الحمرا.
تذكرت قانون «حزام الأمان» اللي قاموا بعض الناس ما يذكرونه إلا اذا مروا يم شارع فيه تفتيش، تلقاه ساحب الحزام بيده وإذا مر يم سيارة الشرطة هده وكمل طريچه، وهذا مثل القانون المولود من فترة بسيطة، «عدم استخدام الجهاز النقال عند قيادة السيارة» وغالبية الأمة عينك عينك يستعملون الموبايل على أذنهم مباشرة، بعد ما ملوا من استعمال السماعات اللي تخليهم يحسون أنهم مقيدين، وغيرها من قوانين ما ندري حتى نصها وساعات تتفاجأ فيها، وبعض الناس صارت لهم حوادث عشان بيفتحون مسچ، إحم إحم.. «في احد قاعد يكلمني»؟!
وياليت نفع فيهم، يعني إذا استخدام النقال وقت قيادة السيارة ممنوع، عيل اللي لا طرا على باله ياكل ويشرب وهو يسوق ما يتخالف، ليش؟ «انزين سكتي، دام ربي ساتر عليچ».. هذا تساؤل شديد اللهجة من كاتبة تحب النظام واتباع القوانين وتطبيقها بصرامة «يعني امسويه روحها بريئة».
تذكرون، لما طاحوا الجمعيات التعاونية يحطون على عربانة المشتريات الآلات الحاسبة عشان نحسب أسعار الأغراض اللي نشتريها، ونعرف كم الحساب قبل لا نوصل للكاشير ونتفاجأ بالسعر، لأن احنا شعب منظم وما نقط الفلس بسهولة، ولا نحب نشتري واحنا مغمضين ولا حتى نرضى ننحط بالموقف اللي نوصل فيه للكاشير ويطلع احسابنا فوق المتوقع بدبلات، بصراحة احنا شعب نحس بقيمة الفلس، عشان چذيه لما إدارة الجمعيات حطت لنا الآلة الحاسبة قلنا بصوت عالي لأ.. أفا يا ذا العلم، وما تأثرنا يوم خربوهم بعض اليهال وكسروهم عشان نثبت للعالم كله، ان الحاسبة الحقيقية في مخنا وما نحتاج لها، بس ما دري.. احم احم، كأني اسمعهم يقولون يوم اسألوهم بعض الناس عنها «الشرهة مو عليكم.. لكن علينا، اللي حطينا لكم هالخدمة».
نرد حق موضوع القيادة، احنا كلنا عارفين إن لكل شارع حدود في سرعة السير، والبعض ما شاء الله عليه عارف وين تكون الكاميرات اللي تصور السيارة اللي تتعدى السرعة المسموح لها في نفس الشارع، فتشوفهم لما يقربون يمها يخففون السرعة، ومجرد ما يعدونها تلقاهم ينطلقون مثل الصاروخ، يعني لا ينفع تنبيه ولا تحذير ولا مخالفات مباشرة ولا كاميرات تتصيد اللي يخرقون باستهتارهم هذا القانون «حلوة هذي يخرقون»، الصراحة بعض الأحيان لما أكون في الشارع وانا أسوق سيارتي خاصة عالطرق السريعة، والقى بعض الشباب يتسابقون، أقول بيني وبين نفسي «ما كفانا حوادث ومشاكل يومية يدمى لها القلب»، الحقيقة احنا عندنا علاج أقوى من كل القوانين اللي تحطها وزارة الداخلية، لما يشعر هذا الشاب ان حياته راح تنتهي عشان يسبق رفيچه في سيارته، ويثبت له شجاعته ولكن بالواقع بيخسر عمره أو يصبح عاجز ومعاق جسديا، المفروض نرفع ايدنا لربنا وندعي لهم بالهداية بدال ما ندعي عليهم بالهلاك عشان أزعجونا في الطريق وقاموا يتسابقون في الشارع، شاللي نخسره لما نطلب من ربي لهم الهداية والصلاح والحفظ من شر نفسهم وشر الشيطان، علينا من البداية تكثيف البرامج اللي تشعرهم بقيمتهم واهميتهم في هذي الحياة وحاجة أهلهم والبلد لهم، وان الله سبحانه وتعالى يقول: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)، يا شبابنا الحياة تعيشها بس مرة وحدة، والموت بعده حساب، فهل تساوي الحديد بقيمة عمرك؟
شي ما شفتوه: أذكر أيام السبعينيات اللي يسافر بفترة الصيف، تلقى الأهل والفريج والربع كلهم داشين وطالعين عليه عشان يسلمون ويدعون له بالسلامة وما ينسى «الصوغه»، ونفس الحالة لما يرد، أما الحين أغلب الناس قاموا يسافرون بالإجازة الصيفية، وفي كل مكان على خريطة العالم، فما عاد الموضوع يثير عاطفة الشوق والحنين والدموع ولا تلقى الغالبية يهتمون يوصلون لبيت الثاني عشان يسلمون عليه بحرارة مثل أول، يكفي اتصال عالنقال أو مسچ، ولا حتى يوصي على كاكاو «بوفليك» للي مسافر لندن سبحان الله.