أنوارعبدالرحمن
يبدو أن عددا من القراء تفاعل مع موضوع «الفروانية سيتي» فجاءتني بعض الردود التي تعقب على كلامي بطريقة هزلية، ومنها رسالة الأخ إبراهيم العنزي، التي سأعرضها عليكم اليوم:
في مقالة سابقة للأستاذة أنوار عبدالرحمن في جريدة الأنباء بتاريخ 8/10/2008، تحت عنوان «الفروانية سيتي»، شدني العنوان لأقرأ عن فكرة الكاتبة لطريقة القيادة في زحمة السير في منطقة الفروانية، ولأني أعمل في احدى الشركات التجارية هناك، فقد أخذت في الانتباه أكثر لمظاهر التسامح والغضب وحتى مظاهر «التطنيش» لبعض سائقي السيارات في الفروانية وشوارعها المكتظة دائما، فأحببت أن أكتب هذه المقالة، أملا بأن تلقى الصدى الطيب في نفس القراء.
لا يخفى على الكثير أن أصوات أبواق السيارات، أو ما يسمى بالعامية «الهرن»، تختلف من سيارة لأخرى، فالسيارات اليابانية تطلق صوتا يشبه صوت القط عندما يحاول أن يستعطف صاحبه، ويجعله يمسح على رأسه أو يقدم له الطعام، أما السيارات الأميركية، فهي كصوت الأسد، يزأر ليعرف من في الغابة بأنه قادم ليفترس أو ليستعرض عضلاته فقط.
أنا أقود النوع الأول من السيارات، تلك التي تشبه القطط، وفي مساء أحد الأيام، وعند خروجي من الشركة كالمعتاد، انحرف أحد سائقي سيارات نصف النقل على الحارة التي أسلكها، فقمت بدوري بالضغط على الهرن لتنبيهه ومحاولة تفاديه، ولكنه لم يلتفت لي، وكأني لم أكن موجودا في نفس الشارع، فما كان مني إلا أن ضغت المكابح لأتفادى التصادم، وأكمل هو بكل وقاحة ودون حتى أن يشير لي بالاعتذار، بعد هذا الموقف بأقل من دقيقة، تقدم سائق سيارة أميركية الصنع، وكأنه رأى ما كان بيننا، ودخل على نفس الحارة التي يستخدمها صاحب نصف النقل، وأطلق زئيره، عفوا البوق، فما كان من الأخير إلا أن ضغط على المكابح وابتعد بشكل جعله يفتح لي الحارة، فتقدمت أنا بدوري مبتسما، ولسان حالي يقول «الله ما يطق بعصا»...
بعد هذا الموقف، انتبهت لقائدي السيارات، فرأيت أنهم يخشون من يمتلك سيارة كبيرة ذات بوق عال (طااط)، ويستخفون بمن لديه سيارة صغيرة ذات بوق ضعيف (دييد)، وطبقت هذه النظرية على كل شيء يدور من حولنا، ففي الأسواق عندما تركن سيارتك الكبيرة، لا يتجرأ أي شخص كان أن يقف خلفك بشكل معترض، إلا من كانت لديه نفس السيارة أو أكبر منها، ولكن إن كنت من ذوي القطط، أقصد من أصحاب السيارات الصغيرة، فإنك ستجد السيارات تقف خلفك ولا تكترث لوجودك.
في وزارات الدولة، عندما تدخل عليهم لابسا الزي الشعبي (مقتر)، فإنهم يحترمونك ويحاولون ألا تتأخر في إنجاز معاملتك، ولا يهمهم أنك كويتي أو غير كويتي، ولكن إن كنت ممن يحبون أن يرتدوا الجينز والتي شيرت، فإنهم يحاولون أن يتجنبوك، ويقولون لك بأن تنتظر دورك.
فمن هذا المنطلق، أحببت أن أطرح عليكم سياسة «الدييد» و«الطااط»، هذه السياسة هي نتاج دراسات عالمية عن السلوك البشري، ففي كل مرة ترى شخصا مهما، يرغب في أن يدخل مكانا ما، أو لإجراء معاملة ما، تجد الناس من حواليه تقول له «دييد» طال عمرك، وهو يزفر ويقول «طاااط» خلصوني بسرعة، وإذا تجرأ أحد منا نحن بالتذمر من التأخير وعدم التقيد بالدور، تسمع الكل يقول لك «طااااط... طاااط.. طاااااااااط»، فتسارع بالركون إلى أي كرسي لتجلس عليه، ولسان حالك يقول «ددييد.. ددييد.. ددي واه».
شي ما شفتوه:
أشكر الأخ ابراهيم العنزي.. على مشاركته هذه وأرجو أن يصل صدى شكري له مثل «هرن» سيارة من نوع «البقاء للأقوى» يعني عالي.. ولازم يفسحون له الطريق.