أعتقد أنه لولا أن اسم أبي هو اسم أبيك لما كان هناك رباط بيننا.
بدأت تخرجين عن أسلوب الأدب في الحوار كالعادة.
أنا.. لم أخرج عن أسلوب الأدب، ولكن ما قلته لك حقيقة.. يحتاج لها حوارنا الآن.
وأنا.. أحذرك من التحدث معي بهذه الطريقة.
أريد أن أسألك، ألم تسأل نفسك في يوم عن مدى قربك من أخواتك وعلاقتك بهن، وهل أنت كفؤ بأن تكون كالأب لهن؟
ماذا تقولين؟
أقول ما يجب أن تسأله نفسك، فأنا أختك وأنت أخي، ولكنني لا أجد في قلبي نحوك مودة ولا حتى إحساسا بالأخوة.
هذا لأنك إنسانة أنانية.
لا.. بل لأنك بعيد عنا مكانا وعاطفة، وتتعامل معنا بسطحية تامة، وتضع بيننا وبينك الحدود.
أنا.. أم أنتن؟
بالطبع هو أنت.. فالأخ يجب أن يكون السند القوي لأخواته في وقت الشدة، والمظلة الواقية من أذى الآخرين، فإن قست عليهن القلوب فيجب أن يكون الأخ هو القلب الرحيم، وإن ضاقت بهن الأرض فيجب أن يكون لهن الصدر الواسع، وإن أساء الغريب الظن بهن، فيجب أن يكون المحامي والدفاع عنهن، حتى وإن كن مذنبات، أين ما وصى به النبي عليه الصلاة والسلام؟
يعني.. انك تعلمينني ما يجب أن أكون عليه.
لا، بل لأؤكد لك.. أنه ولا احدى هذه الصفات تحملها بداخلك تجاهنا.
ناكرات للجميل دائما.. هذا ما عرفته عنكن منذ زمن.
إن كنت صاحب جميل.. فالأخ يجب ألا يذكره، لأنه واجب عليه ذلك، ولا يحاسب عليه اخوته، فالجميل يقدم للغريب، أما ما بين الاخوة والأخوات، فهو واجب تحتمه علاقة القرابة والرحم.
اليوم عرفت فقط.. أن الحديث معك لا فائدة منه، ولو أنفقت عليك جبالا من المال والذهب.. فستنكرينه.
لا يلزمني منك مال ولا ذهب، ولو أعطيت فالله سيخلفه لك، وحاجتي منك أنا وأخواتي قد تتعدى هذا الأمر، وللأسف أقولها لك.. إننا لم نحاول في يوم أن نفتح قلوبنا لك، ونخبرك بأسرارنا، أو نشركك في حل مشاكلنا وقضايانا، لأنك دائما تعيش بعيدا عن دائرتنا، وبعض الأحيان نقرب البعيد، ونأخذ برأي الغريب، ونطلب من غيرك المشورة.
هذا اعتراف خطير
قل ما شئت.. إن لم تشعر بحقيقة الأمور، وتسأل نفسك لماذا أنت بعيد عنا؟ ولم لم تعد لك أهمية في حياتنا؟ ولماذا أوامرك وقراراتك مرفوضة عندنا؟
وماذا بعد؟.. أكملي اعترافاتكن، لأعرف ما يدور من خلفي.
وأهم اعتراف، قد يكون هو السبب وراء كل ذلك، هو انك يوم عشت حياتك الخاصة مع أسرتك، أبعدتنا وأخرجتنا من قلبك، فأبعدناك عن اهتماماتنا.
ما توقعت هذا منكن أبدا.
إنني أواجهك بالحقيقة التي تتهرب منها دائما.
مستحيل.. مستحيل.
عليك أن تعرف أخيرا، أن للأخ مكانة عند الأخت.. لا يشغلها غيره، حتى الأب والزوج، يكفي انها ولدت معه من رحم واحد، وإلى هنا انتهى حديثي معك، إلى أن تقرر كيف تحب أن تكون في أعيننا وفي قلوبنا.
[email protected]