قالتها لي إحدى الأخوات السعوديات مرة، ولم أضع لها بالا، حتى سمعتها مرة أخرى منذ أيام، من الأستاذة البحرينية أشواق بن علي، أمام الجمهور الذي حضر للاستماع إلى قصة نجاحها ونجاح عدد من النساء الخليجيات، في «ملتقى خليجيات نحو الريادة» التي ساهمت به رابطة ارتقاء للتدريب البشري، في مهرجان فبراير، وظلت معلقة في سمعي وذهني، مستمتعة بالنعمة العظيمة التي منحنا الله إياها في هذا الوطن الذي لا يعرف مقدار حجمها سوى من حرم منها.
تقول الأستاذة أشواق: «الكويت هذا الوطن الذي لا أعتقد أن أعيش على أرض غيره، بعد وطني الأم، سباق في كل عمل ناجح على مستوى الخليج، ومن كرمه لا يبخل حتى على إخوانه بأن يعطي غيره من أفكاره المبدعة، وتجربته المفيدة، ليشاركه لذة هذا النجاح والخير»، ثم أضافت وهي تبتسم «انتم الكويتيين فقط الذين تبهروننا حينما تتكلمون عن الوطنية، ودائما تكررون مقولة التفاني في العطاء» الكويت أعطتنا فماذا نعطيها؟ وأنتم الوحيدون حينما تعرفون أنفسكم أمام الآخرين، وتنطقون جملة «أنا كويتي» باعتزاز وفخر، لا نجده في نبرة غيركم، كم نغبطكم على هذا الإحساس العالي بالحب والوطنية لهذه الأرض الغالية»، ما أجمل ما قالته الأستاذة أشواق عنا، وما نقلته لنا عن فكرة تجول في أذهان غالبية الشعوب العربية تجاه الشعب الكويتي، ويتساءل بطرق مختلفة، رغم معرفة الكثير منهم بالأسباب: لماذا كل هذا الفخر والاعتزاز بأنه كويتي.
نعم.. يحق لنا أن نعتز بوطننا، ونفخر بانتمائنا، من دون تكبر ولا غرور والعياذ بالله، فنحن أولا وأخيرا جزء من هذا العالم العربي الكبير، الذي ساهم بعض من أبنائه في بناء هذه الأرض الطيبة.
والحقيقة، لا يرتقي بناء ولا يرتفع جناح، إلا بوجود قيادة واعية وناجحة كقيادتنا الحكيمة المتمثلة في شيخنا صباح الأحمد الصباح حفظه الله ورعاه، تدفع بنا للمضي نحو النجاح، وتصفق لنا حينما نفوز.. وتشد على أيدينا حينما نخفق، وتتقبل منا الرأي المختلف، وتقبل منا الاعتذار، وتحضننا بحنان الأم التي تحب أبناءها كيفما كانوا.
فالإحساس بالوطنية لم يأت من فراغ وعندما ننطق باعتزاز بأننا كويتيون، فذلك يعني أننا معتزون بقائدنا الأب الحنون، وفخورون بأننا تربينا على الثقة بالنفس التي ربانا عليها هذا الوطن، الذي أطعمنا جميعا من نفس الإناء ولم يفرق بيننا أبدا في كرمه، ولا في عطائه، فكيف لا نفخر وكنا اليد الواحدة ضد العدوان الغادر؟ وكيف لا نتعلق بأوصال هذه الأرض، ونحن لم نخرج إلا من رحمها، ولم نحمل سوى هويتها رغم تفرع أصولنا؟ وكيف لا نتباهى بانتمائنا ونحن في وطن- الكلمة فيها مسموعة، وحرية الرأي مكفولة للجميع، والمواطن والوافد ينام في حضنه وهو مطمئن ولله الحمد والمنة أولا وأخيرا؟
كلمة أخيرة أوجهها (لعيال ديرتي):
اليوم.. بل وكل يوم، نحن ككويتيين، نواجه سؤالا بالغ الدقة، والإجابة عنه تحملنا مسؤولية كبيرة تجاه هذا الوطن، نطرحه على أنفسنا في كل قناة تلفزيونية وإذاعية، وعلى مسمع من العالم: الكويت أعطتنا الكثير، فماذا سنقدم لها نحن، عرفانا لهذا العطاء؟.. وهنا يتضح كيف يكون الوفاء ومعنى الولاء.
[email protected]