قرأت قصة حقيقية عن نوخذة انجليزي منذ عهد السفن البخارية، «ابتلش» بسفينته ومكاينها من يوم وصلتهم السيف بسلام وكل مرة واقفة فيها دايم تسرب بخار وموهقتهم.
عاد صادف انه مبندر في كالكوتا وطلب من بحارته يدورون ميكانيكي يكون فاهم، يشوف لهم حل. أدري (تبون تقولون وين ميكانيكي السفينة اللي معاهم) بس للأسف هالميكانيكي طلعت شهادته مضروبة! ايه ترى من عمرها الشهايد تنضرب.
ما طاف ساعة إلا والبحارة جايبين ميكانيكي للنوخذة، الحاصل نزل هالفاهم لخن المكاين وبدأ يخوزر بعيونه، ويتصوخ بأذونه، عساه يسمع صوت تسريب البخار، لين طاح على العلة، وكان بيده مفك براغي كبير (سبانه عوده) طق فيها طرف البايب جان ترد الماكينة طبيعية وتشتغل حسب الأصول. استانس النوخذة وطلب منه الفاتورة اللي كان الميكانيكي مزهبها أصلا وحاطها 20 روبية، يوم الروبية روبية. وما أن رآها النوخذة حتى نزل السكر عنده، وقال شدعوه هالمبلغ شصاير وأنت كل اللي سويته طقيت لك طرف بايب؟
قاله شوف طال عمرك ترى قيمة الطقة روبية وحدة، لكن مكان الطقة الصح هذه تكلف ١٩روبية.
عاد أنا ماني قايلكم شكثر قوانينا وتشريعاتنا اللي أكثرها كانت ردود أفعال ونعتقد أن فيها طقينا المكان الصح، وأثبتت الأيام عدم فعاليتها، ولأني قايل شوفوا شكثر نحاول نحل مشاكل وما نعرف شلون؟ عندنا الرغبة بالتغيير بس ما نعرف شلون نبدأ وعندنا الإرادة للعمل لكن في مليون واحد يطق فينا عشان منفعته الشخصية.
نشوف مجلس الأمة وانتكاساته، نقول عندنا مفك براغي الانتخابات بس لي صارت الصجية، وصار وقت التصويت طق بعضنا المصلحة العامة بالطوفة ودور مصالحه الشخصية او الحزبية او حتى الطائفية.
نشوف بعض الوزراء وقراراتهم، اللي ما تنفهم وما أدري شلون قايله، ونقول عندنا مفك براغي الاستجوابات بس اللي قاعد يطق أقصد يستجوب، ما يطق الاستجواب بالمكان الصح.
نشوف المجتمع ومشاكله اللي بدت تنخر بعقول وأجساد الشباب من الجنسين، ونقول عندنا مفك براغي الوعي الديني، ولله الحمد نملك إرثا ضخما من القيم والعادات والتقاليد الأصيلة لكن دايما الأسلوب بتوصيل القيمة الدينية الصحيحة يكون بالمكان والطريقة الخطأ.
كثير من الأمور اللي نحتاج فيها وقفة نقول وين قاعد (انغلط؟) ليش أغلب اللي نسويه ما يطلع صح، ويرد علينا عكسي؟.
لكن عالجانب الآخر فعلا أنا أستغرب من اللي ما تعنيهم إلا كراسيهم ونفوذهم وثرواتهم دايما عندهم مفك براغي مناسب لكل شي، هم بس اللي طقهم يجي بالمكان الصح وبالوقت الصح وأمورهم أروع ما تكون لدرجة أنه صارت عندي قناعة إن اللي عنده مفتاح البراغي هذا فعلا موفق ومحظوظ وأمه داعيتله.
يا جماعه ترى ما نحتاج قوانين وتشريعات هالكثر، اللي عندنا يكفي لتنظيم قارة كاملة مو دولة.. نحتاج نختار المكان الصح نطق منه الفساد، بس اللي نبيه واحد يعرف يطق وين يطق؟ ومتى يطق؟ مو يتخبط بس يبي يطق! وين ما جت احنا ونصيبنا.
أدام الله من عرف مكان العلة وسعى لإصلاحها.. ولا أدام اللي (يهابد) ما يدري وين الله قاطه!