مصر العرب والعروبة تمر بمنعطف داخلي خطير ومرعب يثير مخاوف وقلق كل عربي محب لمصر ومؤمن بدور مصر العربي المحوري ويعي أبعاده ومآثره وتأثيراته الإقليمية والدولية وخصوصا في هذا الوقت العسير الذي تمر فيه قضايا الأمة العربية الرئيسية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، نعم ورب الكعبة انني خائف على مصر النيل العظيم، مصر الأزهر الشامخ، ومصر الأدب والثقافة، مصر أم كلثوم وعبدالوهاب وحليم، وقلبي والله يتفطر على أهل مصر وما يمرون به من معاناة وألم ومآس شاهدناها عبر شاشات التلفاز ولا أدري إلى أين تتجه الأمور وإلى أين ستنتهي؟ ولا أملك إلا أن أتضرع للعزيز القدير بان يخرج مصر وأهل مصر من هذه المحنة بأقل الأضرار وتصل إلى بر الديموقراطية الحرة الحقيقية ويجب ألا ينسى أحد أن هذه الثورة ما كان لها أن تنطلق لولا بذور الديموقراطية والحرية التي بذرها الرئيس محمد حسني مبارك وما كانت لتبذر لولاه وان كانت هناك أخطاء جسيمة قام بها فريقه ويتحمل بالضرورة تبعاتها إلا إن كل منصف يجب أن يتذكر أنه صقر وقائد صقور حرب أكتوبر وعمل الكثير والكثير لأجل مصر والأمتين العربية والإسلامية وبذل أكثر لأجل مصر رغم كل شيء فيكفي أنه حفظ سيادة مصر وأنفتها ولكن دون أن يدخل حربا واحدة. وسيبقى الرئيس صمام أمان لأمن مصر وأهلها ولن يترك الرئاسة إلا وقد قام بتأمينهما وهذا ما أنا على ثقة تامة بأنه بذل وسيبذل الغالي والنفيس لانجاز هذه المهمة الخطيرة والحساسة، فليس البطل مبارك من يفر ويخلف وراءه الفوضى لمصر وأهلها والتناحر على جني المكاسب وما القرارات التي أقدم عليها والتي سيقدم عليها إلا برهان على ما أسلفت وهذا ما ستثبته الأيام المقبلة. ويبقى أن نقول لأحبائنا وأشقائنا شعب مصر العزيز الذين أتعاطف مع مطالبهم العادلة إنني أتمنى عليهم أن يتحلوا بالصبر وألا ينجروا باتجاه الاستعجال لإنجاز مطالبهم وأن يعوا لما يحيط بهم وبمصرهم من شراك وأعداء يتربصون بهم الدوائر، وحفظ الله مصر وأهلها الكرام من مكر الماكرين ولا بأس عليهما.
[email protected]