الجمعة الماضية التي سميت بجمعة الرد تابعتها باهتمام بالغ على اعتبار أنها استجابة لمقتضى العقل والمنطق وبعدهما القانون والتوقف عند حدود عدم إزعاج الآخرين أو بالأحرى الشركاء في الوطن عندما قرروا تنظيم التجمع في ساحة الإرادة التي أتت لهم بمزيد من الجمهور ولكن ليس كما بالغ أحدهم بأن العدد بلغ أكثر من 8 آلاف شخص!
المهم أنني ورب الكعبة فرحت وسعدت بقرارهم الذهاب لساحة الإرادة وسعدت بأن مهرجانهم الخطابي جاء على مستوى متحضر وراق، فهناك منبر محترم ووقت محدد لكل متحدث ومراعاة لوقت الحضور وظروف الطقس والحضور يجلسون على كراسي، وشاهدت شبابا يتمتع بقدرات خطابية واعدة رغم أنها استخدمت في اتجاه خاطئ، كنت أتمنى أن تستعد وتتهيأ لانتخابات 2013 لتجديد دماء هذه المعارضة الفاسدة بمعارضة على الأقل جديدة لا تشوبها الشبهات. وبغض النظر عما قاله المتحدثون إلا أنهم قالوه وهم بكامل هيأتهم المحترمة التي يواجهون بها الناس وسارت الأمور على هذا النحو الطيب إلى أن وصلنا لنهاية المهرجان الخطابي عندما قفز الذي يبدو أنه وراء هذه الهوجة، فجاءت الفوضى فأطال في حديثه فتقدم له أحد الشباب معترضا على حديثه المطول ومطالبا بالحديث على اعتبار أن هذا التجمع تجمع الشباب وليس النواب، فوجه النائب له الحديث ورجاه بأن يوقف هجومه قائلا «تكفى طلبتك..لا تزيد أو شيء كهذا»، ومع ذلك فإن النائب لم يتوقف وتدخل عريف المهرجان مطالبا باحترام لجنة التنظيم، مع أن المهرجان مقام لمطالبات مخالفة للدستور وقانون الدولة بأسرها! المهم أن آخر المتحدثين لم ينه حديثه وأبى إلا أن يجر هذا المهرجان الراقي إلى الفوضى ويكرر الصور المتخلفة، فذهب بالجمهور لقطع شارع الخليج ونقل الجمهور إلى مجلس الأمة فوقف على المصد الأسمنتي فصف معه بعض الطامحين الى عضوية مجلس الأمة في الانتخابات القادمة صلعان وبدون غترهم أو عقالهم فأخذ يتحدث في شارع الخليج ما آذى مستخدمي ذلك الشارع لمدة طويلة وكل هذا وكما قال من أجل مشهد تمثيلي هو من ساحة الإرادة إلى مجلس الأمة، لإيصال رسالة لم أدرك محتواها اللهم إيذاء الناس، فقد كان بإمكانه قول كل ما يريد من على ذاك المنبر الراقي، ولكنه أبى إلا أن يعود بهذا الجمع إلى الصورة السيئة التي وسمهم بها وهي الفوضى، وبعيدا عن حق التعبير فهل سيدرك هذا الشباب الذي يملك الكثير من القدرات والنظافة التي تؤهلهم بأن يقوموا في خدمة الكويت على وجه أفضل بكثير مما قدمه هذا وأمثاله عبر السنين الماضية، فبرزوا اليوم بعد أن ضاقت بهم سبل الانتفاع التي كانوا يقتاتون عليها على حساب الكويت وأهل الكويت عبر الفوضى والصراخ!
[email protected]