عجبت وتعجب معي الكثيرون من أهل الكويت الذين شاهدوا هذه الغيرة العظيمة على الحكومة وعلى صورتها وعلى عدم تضامنها، ما جعل بعض نواب المعارضة يصوت ضد مبدئه المعلن لأكثر من مرة وخلال الشهور، لا لا بل وقبل أسابيع قليلة جدا، ممن رفضوا الإحالة أو تأجيل الاستجواب ويوم الثلاثاء الماضي صوتوا ضد مبادئهم ومواقفهم المعلنة من أجل الحفاظ على الحكومة وضد أن يقوم سمو الرئيس باستجواب وزرائه، ما يؤدي إلى الإساءة للحكومة وصورتها أمام الآخرين أو شيء كهذا!
وهذه الغيرة على الحكومة والعمل من أجل المحافظة على صورتها لا يتسق البتة مع ما يطالبون به جهارا نهارا بأنهم يعملون على رحيل هذه الحكومة ورئيسها ويوم الثلاثاء الماضي أخذوا على عاتقهم العمل بجد واجتهاد وبمخالفة مواقفهم ومبادئهم المعلنة من أجل الحفاظ على الحكومة، فكيف يكون هذا وعلى من يستطيعون تسويقه؟ أما حكاية أن سمو الرئيس يستجوب وزراءه، أو أن نائب رئيس الوزراء يستجوب سمو الرئيس، فهذا أمر محال، وأعتقد جازما أن هذه مكيدة ووقيعة دبر لها بعض أعضاء المعارضة لإحداث مثل هذا الوضع الشاذ ويرسمون صورة لكي يحققوا رحيل الحكومة بعدما عجزوا عن تحقيق هدفهم المعلن عبر وسائل مواجهة الرجال فأخذوا أسلوبا دنيئا من أجل الوصول لأهدافهم، لذلك فإنني أنبه سمو الرئيس ونائبه بألا ينخدعا أو تنطلي عليهما هذه الوقيعة، فلا يعتقد أي إنسان بأن أحدا من المعارضة حريص على أي منكما بل إن أعضاء المعارضة يعملون ليل نهار على رحيلكما معا وإن توددوا فإنهم يظهرون ما لا يبطنون. فالحذر الحذر، فكل منكما شخصية قوية وغير قابل للانقياد لهم أو لغيرهم، ولن ينفذ أي منكما أوامرهم وطلباتهم التي لها أول وليس لها آخر وعلى حساب الوطن وأهله الكرام، وهم يدركون ذلك تماما، فليس أحد منكما يخدم أهدافهم لأنهم يريدون شخصا ضعيفا يقدم لهم كل ما يريدون من فوضى لا حدود لها وهذا الشخص ليس أيا منكما.
[email protected]