منذ اسقط الغرب نظام القذافي في ليبيا وهي تعيش وطنا وشعبا في عين عاصفة من الفوضى والعنف والإرهاب قادها وهندس لها بامتياز جماعة الإخوان المسلمين فرع ليبيا، وعلى مدار السنوات الثلاث الفائتة وهم يعملون على إضعاف الجيش وقوى الشرطة بل وتدميرها واجتهدوا في بناء الميليشيا الخاصة بهم والمسماة أنصار الشريعة، وفي ذات الوقت عملوا على استقطاب ودعم القوى الإرهابية الأخرى في شمال أفريقيا حتى انه ووفق تقرير إخباري للبي بي سي أشار إلى أن عدد الميليشيات في ليبيا ناهز 1700 ميليشيا أهمها أنصار الشريعة التي حلت شكليا فأسست تحالفا كبيرا للقوى الإرهابية الذي سموه فجر ليبيا وكان هذا بعد ان خسروا مقاعدهم في البرلمان فقرروا رفع السلاح فعاثت هذه الميليشيات التي تنتشر على التراب الليبي إرهابا وراحت تنكل بالشعب الليبي وتذله تحت تهديد السلاح.. فقاموا بالانقلاب على صناديق الانتخاب التي لطالما تغنى بها الإخوان المسلمون عندما جاءت نتائجها ضدهم بل ومنعوا اعضاء البرلمان الجديد من الاجتماع بعد ان قاموا باحتلال مقره في طرابلس واحتلالهم لبنغازي فاضطروا للاجتماع في مدينة طبرق.
كل هذه الأوضاع المتردية وتجمع قوى الإرهاب والتطرف في ليبيا والغرب صامت ولم يتدخل رغم مطالبات الحكومة الليبية، بل انهم صمتوا عن احتلال ميليشيا فجر ليبيا لطرابلس وحرق مطارها واحتلالها لبنغازي.. ولكن ما ان بدأ الجيش الليبي الوطني بقيادة اللواء متقاعد خليفة حفتر بالتحرك لتحرير ليبيا وإعادة الشرعية وضرب الإرهابيين والمتطرفين الذين يقودهم الإخوان المسلمون حتى سمعنا الغرب والأمم المتحدة يصرخون للمطالبة بوقف إطلاق النار فورا وتهديد من لا يلتزم بعقوبات دولية! والاهم أنهم ساووا بين الشرعية الديموقراطية التي باركها الغرب المتمثلة بالبرلمان، وبين قوى الارهاب والتطرف والسؤال الذي يفرض نفسه: اين كانت هذه العقوبات عندما انقلب الإرهابيون على الديموقراطية المتمثلة بنتائج الانتخابات الأخيرة؟ ثم كيف يطالب الغرب بمفاوضات ترعاها الامم المتحدة وقوى الإرهاب طرف فيها وهم للتو اعلنوا الحرب عليه في سورية والعراق؟ ووو...
والحقيقة أن الغرب كان في غاية الانزعاج من حرب الشعب الليبي التي قادها حفتر ضد أعدائهم وزاد انزعاجهم وتحول لرعب عندما رأوا قوى الإرهاب تتهاوى بسرعة في بنغازي وطرابلس مما جعلهم يخلعون ثوب الحياء والقيم الإنسانية والموال إياه فتداعوا لإنقاذ الإرهابيين الذين ارادوا تجميعهم في ليبيا لتكون ليبيا خزانا خلفيا يمد الإرهابيين بالمال الوفير الذي تنتجه حقول البترول الليبية، ويمدهم بالمقاتلين الذين يتم جمعهم من شمال أفريقيا.. وهذا ما يهدد بفشل مخطط المحفل الماسوني في نشر الفوضى وإسالة الدماء في سورية والعراق.. وهذا ما يتطلب من العرب والمسلمين وقفة جادة ودعم الحكومة الليبية الشرعية التي انتخبها الشعب الليبي بعد أن ضاق ذرعا بالإخوان المسلمين وزملائهم من فصائل الحركات الإرهابية الأخرى.. فهل من مدكر؟
[email protected]
baselaljaser@