أقرت اللجنة المالية في مجلس الأمة الأحد الماضي خطة التنمية المقدمة من الحكومة للعام 2015/2016 بميزانية مقدارها أربعة مليارات دينار وفي جلسة واحدة ورغم عدم اطلاعي عليها أو على محتواها، إلا أنني أجزم بأنها فاشلة وستعلن الحكومة إذا ما مد الله في عمرها (لا قدر الله) لغاية سبتمبر القادم فإنها ستعلن بنفسها أن الخطة فشلت كما أعلنت في سبتمبر الماضي فشل خطتها للعام 1014/2015 وهذا الجزم مرده إلى أن أسباب فشل خطة الحكومة السابقة التي أعلنتها مازالت قائمة كالبيروقراطية وطول الدورة المستندية وخلافه، ناهيك عن غياب الرؤية والاستراتيجية.
بيد أن الغريب العجيب أن الخطة الأولى أعلن عن فشلها وعادت الحكومة لتقدم خطة جديدة ويتم إقرارها في جلسة واحدة، وكأن شيئا لم يحدث، خطة تنمية وطن أهله جميعا يطالبون بالتنمية وتفشل خطة الحكومة ويمر الأمر مرور الكرام على ممثلي الأمة وتقدم الحكومة ذاتها خطة جديدة وتقبلها اللجنة المالية دون سؤال أو استفسار عن أسباب فشل الخطة الأولى على اقل تقدير ولا أقول محاسبتها، ومع ذلك بجلسة واحدة تقر الخطة الجديدة، ولاحول ولا قوة إلا بالله.
والحقيقة انني فرحت كثيرا لان ما رصد لخطة العام القادم هو اربعة مليارات دينار وليست كخطة العام الفائت التي رصد لها تسعة مليارات دينار، فهذه نعمة أن يتم تخفيض المال المرصود لما يقارب الستين في المائة رغم انه دليل أو بالأحرى اعتراف من الحكومة على ضعفها وعدم قدرتها على تنمية البلد، وبالتالي حفظ خمسة مليارات دينار من المال العام بعيدا عن مسلسلات فشل هذه الحكومة يعتبر بشكل أو بآخر إنجازا حقيقيا لهذا الوطن العزيز وهذا الشعب الكريم، ساقه المولى جلت قدرته من حيث لا نحتسب، فهذه الحكومة التي عجزت عن تحقيق أي إنجاز لهذا الوطن فلا تنمية ولا وقف للهدر ولا وقف للتسيب والترهل ولا وقف للإساءة لسيادة القانون، ليست جديرة لاستثمار خمسة مليارات دينار أي اكثر من 15 مليار دولار بأي حال من الأحوال ورفعها من يدها وإبقاؤها بالخزينة العامة أجدى وأنفع للكويت وأهلها.
المهم سيكون عندنا خطة جديدة بميزانية رشيقة «كما يراها البعض واراها ضخمة» قدرت بأربعة مليارات دينار أي أكثر من 12 مليار دولار ولكن ستفشل الخطة ويهدر المال العام والاهم ستضيع سنة جديدة من عمر الكويت وأهلها وشيء لتنمية وطنهم لن يحدث بسبب هذه الحكومة التي لم تجد أي نوع من أنواع الرقابة أو المحاسبة على سوء أدائها وترديه من هذا المجلس العقيم ولم يبق إلا رقابة أهل الكويت الذين ينفجرون غضبا في مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات والدواوين عند كل فشل يعلن لهذه الحكومة التي أتعبت وطننا العزيز وأهله الكرام، فهل من مدكر..
[email protected]
baselaljaser@