دلال عبدالرزاق مدوه
أثناء زيارتي لمعرض «هوريكا الكويت 2013» المتخصص في قطاع الضيافة والصناعات الغذائية والتجهيزات الفندقية والذي عقد في شهر مارس الماضي مررت بجناح إحدى شركات مواد التنظيف، حيث عرض علي مسؤول الجناح جهازا لنشر الروائح العطرية وأراني عددا من العطور التي يمكن استخدامها في ذلك الجهاز بروائح متنوعة كالقهوة والكاكاو وغيرها.
وقد ذكر لي ان هناك عددا من المقاهي والفنادق ممن اشتروا ذلك الجهاز يقومون في كل صباح بإطلاق رائحة القهوة الطازجة لجذب الزبائن لدخول المقهى وتناول كوب من القهوة المنعشة، كما تنشر بعض محلات الشيكولاته والحلويات رائحة الكاكاو خارج محلاتها لترغيب المارة في الدخول والشراء، فضلا عن أن واحدا من أشهر البوتيكات في إحدى دول الخليج استغنى عن الإعلانات داخل المجمعات التي تتواجد بها فروعه وطلب تصنيع عطر خاص ومميز أطلقه كبديل إعلاني.
ومن جهة ثانية، كشفت الأبحاث أن الإنسان العادي يستطيع التعرف على أكثر من 10 آلاف رائحة.
كما بينت الدراسات أن حاسة الشم هي أكثر الحواس اتصالا بالذاكرة، وأننا نتذكر ما نراه بدقة40% بعد شهر واحد، بينما نتذكر ما نشمه بدقة 60% بعد سنة واحدة.
وقد أكدت التجارب العلمية الحديثة أن مزاجنا يتحسن بنسبة 40% عند شم عطر لطيف، وأن 75% من انفعالاتنا اليومية يمكن أن تسببها الروائح.
وهكذا نرى كيف يمكن استغلال حاسة الشم في تسويق السلع والمنتجات عبر التأثير على مركز الشم في المخ لدى المستهلكين لتوليد الحاجة أو الرغبة في اقتناء تلك السلعة أو المنتج.
لذا في المرة القادمة عندما تشمون رائحة القهوة، أو الكاكاو، أو... غيرها خارج المقاهي، أو المحلات تذكروا أنها طريقة تسويقية ذكية لجذبكم.
٭زاوية أخيرة: بعد أن أعلنت «غوغل» عن إطلاق«google nose»وهي خدمة البحث بواسطة الرائحة، دس الناس أنوفهم في شاشات الكمبيوتر والاجهزة الذكية بحثا عن الروائح المختلفة... حينها ضحكت «غوغل» فاكتشف العالم أنها كذبة أبريل.
[email protected]