دلال مدوه
حدثتني احدى الأخوات انها في صباح أحد الأيام، كان لديها موعد لزيارة الطبيب، وبعد ان خرجت من هناك، أكملت طريقها على شارع الخليج، لتستمتع بالجو الجميل، وعندما اقتربت من شاطئ الشويخ أعجبها منظر الغيوم في السماء، فقررت النزول من سيارتها، والسير على قدميها، فدخلت الى المواقف المكتظة بالسيارات، وبينما هي تسير نحو الشاطئ، لفت انتباهها شيء غريب لم تتبينه من بعيد، فاقتربت أكثر وأكثر، لتشاهد أغرب ما أبصرته عيناها، فأصيبت بالذهول، وتسمرت في مكانها.
بعد أن رأت أحد الشباب وقد جلس على مقعد أمام الشاطئ، وأجلس على ركبتيه احدى الفتيات والتي من المفترض أنها من المحجبات للأسف، وأخذ ذلك الشاب يحتضنها بين ذراعيه ويقبلها، دون أدنى خجل أو حياء، وفي المقعد المجاور جلس شاب آخر يمارس نفس الفعل الفاضح بكل جرأة ووقاحة، والفتاة في أحضانه سعيدة بذلك التصرف المقزز، والمارة بكل أسف يشاهدون المنظر ويكملون طريقهم، أو كأنه منظر مألوف يشاهدونه يوميا في كل مكان.
صرخت عليها: ولماذا لم تبلغي الشرطة؟ فذلك فعل فاضح في مكان عام.
ليتك فعلت حتى يكون هؤلاء عبرة لغيرهم من السفلة والمنحطين.
فهل وصل بنا الحال الى هذا المستوى وهذه الأفعال؟ وهل انعدمت الغيرة لدى الناس الى هذه الدرجة من عدم الإحساس؟
فأجابتني: حينها لم استطع التفكير، ولم أقدر على الكلام أو التعبير، مرت الدقائق وكأنها ساعات من هول ما رأيت، خفت أن تنشق الأرض من تحتي، أو تسقط السماء فوقي، أو يغرقني البحر من غضب الله على انتهاك محارمه.
فهربت مسرعة من ذلك المكان.
وبينما أنا على هذه الحالة، لحقني أحد الشباب، معتقدا بأني كأولئك الفتيات سأستجيب بسهولة لكلمات الغزل والإغراءات، فتجاهلته وأكملت طريقي، وأثناء ذلك رأيت احدى الفتيات غير المحجبات تمارس الرياضة بحرية دون مضايقات، بينما المحجبات للأسف يتعرضن كثيرا للتحرشات بسبب فئة مندسة اتخذت من الحجاب ستارا لأفعالها الوضيعة فشوهت سمعة المحجبات.
حينها جريت لسيارتي، وانطلقت بها تعتصرني الأحزان، وتملؤني الهموم والآلام على ما وصل إليه بعض شبابنا وفتياتنا من انعدام للأخلاق وبعدٍ عن الدين، ومجاهرة بالقول والفعل المشين، وتذكرت حديث الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) «والذي نفسي بيده لا تفنى هذه الأمة حتى يقوم الرجل الى المرأة فيفترشها في الطريق فيكون خيارهم يومئذ من يقول لو واريتها وراء هذا الحائط».
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
زاوية أخيرة:
نداء الى المعنيين في وزارة الداخلية بضرورة زيادة عدد الدوريات على الشواطئ والواجهات البحرية وخاصة الراجلة أو الخيالة لردع كل من تسول له نفسه ارتكاب الأفعال الفاضحة والسلوكيات المشينة في الأماكن العامة.