دلال مدوه
أوشكت جميع المسرحيات الانتخابية على الوصول الى الفصول الأخيرة، وإسدال ستارة النهاية بعد عروض كثيرة على مسارح فاخرة وأخرى فقيرة امام مجموعات صغيرة او جموع غفيرة.
وقد رأينا ابطالا التزموا بالسيناريو والحوار، وآخرين خرجوا عن النص وقفزوا على الأسوار، بعضهم نال الاستحسان والتصفيق، وبعضهم وجد الاستهجان والتعليق.
وفي خضم الأحداث نسي الجميع ذلك الجسد الانساني المسكين، الذي عانى من الإساءة اليه، وتحمل صنوف القسوة عليه، عذبوا أجسادهم بالتعب والإجهاد والنوم القليل وأرهقوا عقولهم بالقلق والتفكير الطويل متناسين حقه في السكون والراحة، وقضاء فترات من الهدوء والاستراحة.
ولم يكن حال الناخبين والناخبات بأفضل من حال المرشحين والمرشحات او العاملين معهم والعاملات والذين أجهدوا أنفسهم بالجري بين المقرات كل يوم لمتابعة الندوات واللقاءات، كما ظهرت الخلافات في الديوانيات وفي البيوت بين العائلات عند السهر ليلا أمام الفضائيات لمتابعة المقابلات والحوارات.
وهم في اندفاعهم المحموم ذلك نحو طريق المهالك لم يتذكروا حديث الرسول ( صلى الله عليه وسلم ): «فإن لجسدك عليك حقا» متفق عليه، وذلك بتحقيق حاجات الجسد من الاسترخاء البدني، وقضاء أوقات من الصفاء الذهني، فالإسلام أمرنا بحياة التوازن والاعتدال، وضرورة المحافظة على أجسادنا من المرض والاعتلال.
واذا تأملنا نتائج الأبحاث والدراسات فسنتعرف على طرق الانتحار اليومية في المواسم الانتخابية!
فقد حذرت دراسة طبية لجامعة «دوك» الأميركية: «ان كثرة التفكير وإجهاد العقل يزيد من خطر اصابة الإنسان بأمراض القلب بحوالي الضعف»، كما أفاد باحثون من جامعة «بانجور» البريطانية «ان الارهاق الذهني يضعف الأداء الجسدي» وقد توصل علماء من جامعة «ييل» الاميركية الى ان الذاكرة ووظائف قشرة الدماغ الأمامية وهي اهم مناطق اصدار القرارات في المخ تضعف وتتأثر بالضغوط والاجهاد النفسي، وذكرت دراسة اخرى ان «الاجهاد الطويل الأمد يتسبب في شيخوخة مبكرة للجهاز المناعي مما يؤدي الى العديد من الأمراض».
ويلجأ الكثير من الناس لإخفاء التعب والإجهاد وخاصة في موسم الانتخابات الى استخدام السجائر والمنبهات، كحلول وقتية، وأساليب ترقيعية.
وفي ذلك يذكر الأطباء ان «استهلاك القهوة بكميات كبيرة قادر على تخدير التعب، واحتواء حقيقة الاحساس به، ولكن التعب ينفجر ارهاقا حادا في اول فرصة تسنح له، وقد يصل بصاحبه الى حافة الانهيار العصبي التام، كما ان التدخين الى جانب مضاره الكثيرة عامل أساسي في ضعف التركيز وتشتت الانتباه».
أخيرا لن ينفعنا احد اذا خسرنا صحتنا، ولن يفيدنا شيء إذا دمرنا عافيتنا، لذا فلنرفق بأبداننا، ولنرح اذهاننا ولنحم عقولنا من الانهيار، ونمنع اجسادنا من الانتحار.
زاوية اخيرة:
إلى هواة التشنج والصراخ بينت دراسة أميركية شملت 13 ألف رجل وامرأة «ان الأشخاص الذين يستشيطون غضبا ويمارسون الصراخ هم أكثر عرضة للإصابة بانسداد في الشرايين او بأمراض القلب بنسبة تعادل 3 أضعاف بالمقارنة بمن هم أكثر هدوءا».