لم يكن يوم الخميس الأسود الثاني من اغسطس عام 1990 يوما عاديا كالأيام بل هو حدث تاريخي مؤلم في تاريخ العرب حيث اجتازت القوات العراقية الغاصبة ارض الكويت العربية المستقلة التي تتمتع بعضوية كل المنظمات الدولية وهي الدولة المسالمة المتعاونة في حدث لا تستوعبه العقول ولا ترتضيه الاخوة والشيم وحسن الجوار بين الدول والشعوب، انه حدث بغيض خطط له من قبل المتآمرون والخونة وقامت بتنفيذه قوات باغية انتهكت الحقوق واغتالت النفوس وسفكت الدمار وعاثت في الأرض فسادا وتنكيلا وتعذيبا.
انه تاريخ مؤلم لن ننساه ونحن نعيش في ذكراه المرة نستعيده عبرة للأجيال وابناء الكويت الذين لم يعايشوه ولكن عاشه آباؤهم واجداهم ولا يمكن ان نتغافل عنه تحقيقا للمجاملات السياسية البغيضة بل تمر ذكراه حيث نسجل بأحرف من نور شهداء بلادي الذين ضحوا بأرواحهم فداء لهذه الأرض ونسطر بطولاتهم حتى تخلد في تاريخ هذا الوطن الغالي.
لا يمكن ان ننسى كل الأصدقاء والحلفاء الذين وقفوا مع الحق الكويتي ونستذكر أولئك الخونة الذين وقفوا مع الطاغية العراقي للحصول على الثروة الكاذبة الذين تسلموا ثمنا لتلك المواقف المشبوهة وخانوا مبادئهم وعروبتهم للأسف الشديد معتقدين ان التاريخ سوف ينسى تلك المواقف ونقول لهم «سود الله وجيهكم الى ابد الآبدين».
احتلت الكويت وسقط ابناؤها شهداء للوطن واغتصبت أراضيها وانتهكت كرامتها واسر شبابها ونهبت خيراتها في اكبر سرقة في التاريخ الحديث، ولكن بفضل الله العلي العظيم عادت الكويت حره عزيزة مستقلة رغم المعادين والحاقدين، ونستذكر هنا المواقف المشرفة لاخواننا في الدول الخليجية الذين سطروا باحرف من نور بطولات التحرير مع الاخوة العرب الذين شاركوا في تحرير بلادنا وكل القوات الغربية والصديقة التي مارست الدور البطولي في تحرير الكويت الغالية.
باء بالعار والخنوع والذل والانكسار كل صوت وقف ضد الكويت في محنتها واستغل احتلالها معتقدا انها لن تعود، طامعا في نهبها والحصول على خيراتها حيث خاب مسعاهم وتبخرت احلامهم والى مزبلة التاريخ اسماؤهم ومواقفهم.
عاشت الكويت وسوف تبقى بفضل الله دولة عربية خليجية مسلمة حرة مستقلة لها كيانها وقوية متماسكة بفضل ولاة أمرها وشعبها الذي سطر ابهى صور الصمود والتآلف والوقوف صفا واحدا ضد هذا العدوان الغاشم ويحمدون الله كثيرا على ما وهبها الله من خيرات وثروات كثيرة وأظلها بفضله بالأمن والأمان والاستقرار.
[email protected]
bnder22@