نحن على أعتاب مسك الختام حيث تهل علينا بركات السماء في العشر الاواخر من رمضان التي أقبلت واستهلت وأنارت الدنيا بالرحمات ونثرت على الناس الخيرات وهي من اعظم الايام والليالي المباركات وفيها ليلة خير من الف شهر، فيها نزل القرآن وهي ليلة القدر من فرط بها باللهو والانشغال فقد خسر خسرانا عظيما ومن اغتنمها بالعبادة وعمل الخير فقد فاز فوزا كبيرا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان» رواه البخاري، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يوقظ أهله للصلاة في ليالي العشر دون غيره من الليالي، يقول سفيان الثوري، رحمه الله: أحب إلي إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجد بالليل، ويجتهد فيه، وينهض أهله وولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك.
ومن أعظم الاعمال بعد الصلاة والصيام في هذا الشهر الفضيل الصدقة على الفقراء والمساكين وهي ميراث الصالحين ولها تأثير كبير في دفع البلاء، وفكاك النفس من قيد الشيطان وصلة للرحم، وباب لدفع الامراض والهموم والمتصدق في ظل صدقته يوم القيامة، ولأن الله عز وجل يجود على عباده في هذا الشهر بالرحمة والمغفرة، فمن جاد على عباد الله جاد الله عليه بالعطاء والفضل، ولنا عبرة في قدوتنا معلم البشر صلى الله عليه وسلم بانه اجود الناس حيث كان اجود ما يكون في رمضان.
لقد قارب الضيف الكريم ان يغادر، فهنيئا لمن كتب له العتق من النيران، فما زالت للمفرطين والغافلين الفرصة الاخيرة سانحة لاغتنام هذه الليالي بالجهد والتكريم حتى تبادلك كرما وخيرا كثيرا.
قال ابن الجوزي، رحمه الله: «ليس الصوم صوم جماعة الطعام عن الطعام، وإنما الصوم صوم الجوارح عن الآثام، وصمت اللسان عن فضول الكلام، وغض العين عن النظر إلى الحرام، وكف الكف عن أخذ الحطام، ومنع الأقدام عن قبيح الإقدام».
وأخيرا دعوة من قلب للعمل الجاد وترك الكسل والفتور وبذل الهمة في العبادة واغتنام الفرصة الذهبية التي بين يديك، فقد لا تدرك هذه الفضائل بعد عامك هذا، اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا، تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال وحفظ الله بلادنا الكويت وسائر بلاد المسلمين وأتم علينا نعمه الكثيرة وفضلة الكبير.
twitter
[email protected]