إن المشاهد والصور والمناظر البشعة التي يراها العالم المتحضر بمدى الكوارث الهائلة التي تشهدها مدينة حلب السورية بفعل القصف الجوي للنظام السوري ودعم من الطيران الروسي بهجمات ضد الإنسانية تستهدف المواطنين العزل من الشيوخ والأطفال والنساء في حلب المحترقة وسط برك من الدماء وجثث متناثرة ومستشفيات غصت بالجرحى حيث لا تجد طواقم طبية متخصصة وادوات معقمة وادوية للعلاج ونقص في الأسرة في فوضى لم يسبق لها مثيل.
ان التقارير الواردة تفيد بانه بعد انتهاء الهدنة العسكرية بين روسيا واميركا حيث قامت الطائرات الروسية والسورية بشن اكثر من ثلاثين غارة على حلب في يوم واحد وما زالت وسط صعوبات تواجه الدفاع المدني في انتشال الضحايا الأبرياء وقد طبقت عليهم سياسة الحصار والتجويع، وقد قامت الطائرات بقصف شاحنات الإغاثة الموجهة للسوريين المحاصرين وقد وصف المبعوث الأممي الخاص لسورية «ستيفان ديمستورا» الأمر بانه أمر فظيع بعد وصول انباء باستخدام الأسلحة الكيماوية من قبل النظام السوري الذي وجه الاتهام الى عناصر المعارضة، في ظل دعم روسي فظيع للنظام، حيث أكدت مصادر ديبلوماسية اميركية واوروبية في تصريحات لحفظ ماء الوجه ان روسيا ترتكب الآن جريمة حرب في سورية، وقد اتهمت الولايات المتحدة الاميركية روسيا بارتكاب أعمال وحشية وليس مكافحة ارهاب في محاولة واضحة بانها غير راضية عن الوضع الحالي وهي في الحقيقة تدير المعارك من خلف الكواليس.
ونحن نوجه نداء استغاثة للمجتمع الدولي وعليه أن ينهض ويقوم بدوره في انقاذ سورية المدمرة ويكفي مرور خمس سنوات من الحالة المأساوية التي تعيشها سورية وشعبها العربي العزيز ويكفي القتل والتشريد والجوع الذي ترتكبه بصمت ورضى وغض طرف من الولايات المتحدة الأميركية بواسطة الطائرات الروسية والقوات الايرانية ومن يدعمها من أحزاب وجماعات القتل والتدمير وليعلم الجميع انه في حال انتهاء الحرب في سورية هناك دول تنتظر دورها للتدمير والخراب ونزع فتيل الأمن والاستقرار فيها وفق مخطط واضح ومكشوف لخلق شرق اوسط جديد، ونحن كذلك واقفون في الانتظار الطويل لما تسفر عنه الأحداث الدولية وما تقرره الاستخبارات العالمية في خطط خبيثة ومدمرة باتفاق الدول الكبرى التي تنادي وتدافع عن حقوق الإنسان وكرامته وهي شاهدة على بشاعة الوضع في سورية الجريحة وتمارس الصمت المطبق بتصريحات سخيفة لا تسمن ولا تغني من جوع!
نبتهل الى الله ان ينصر اخواننا السوريين ويرفع عنهم البلاء والدمار ويحقن دماءهم وتعود سورية العربية الحبيبة دولة امن وامان ويعود اليها الاستقرار، ونردد دائما بقلوب مخلصة «ما لنا غيرك يا الله».
Twitter@bnder22
[email protected]