نبارك لحجاج بيت الله الحرام حجهم هذا العام وأسال الله أن يجعل حجهم حجا مبرورا وذنبا مغفورا، وعندما تسأل حجاج هذا العام 1434 عن الحج فالجميع متفق على التنظيم الرائع والانتقال السهل بين المشاعر المقدسة مقارنة بالأعوام الماضية، ونحن نعلم أن الحج كل عام يكون ناجحا بجملته ولكن هذه السنة الإستراتيجية الجديدة التي طبقتها المملكة العربية السعودية أسهمت في تفوق هذا العام عن الذي قبل.
ولعل التصريح الذي أدلى به الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة ورئيس لجنة الحج المركزية وذكر فيه أهم أسباب نجاح تنظيم الحج لهذا العام ومن أبرزها تطبيق الأنظمة الجديدة وتنفيذها على الوجه الكامل بجدية وحزم مما أسهم في انخفاض عدد الحجاج غير النظاميين والذين لا يحملون تراخيص حج إلى نسبة متدنية مقارنة بالأعوام الماضية وتطبيق العقوبات على المخالفين دون استثناء، كذلك السياسة الداخلية المتبعة بالنسبة للمشاريع إذ لا تخطو المملكة خطوات ارتجالية انما تتخذ بعد دراسات مستفيضة من قبل المختصين من الخبراء والأكاديميين، كذلك الاستعدادات المبكرة لموسم الحج والتي تبدأ فور انتهاء الموسم المنصرم، كذلك دراسة السلبيات التي ترد اليهم من خلال أهل الاختصاص من الأكاديميين والخبراء ورفع التوصيات المناسبة بالإضافة إلى الدراسة الميدانية عن طريق ما يحدث في مواقع مختلفة من المشاعر المقدسة ورفع تقارير بها لدراستها من أجل تطوير الخدمات للأعوام القادمة، ولا بد للخبرة العريقة من دور فعال إذ لا يوجد في العالم كله أكثر خبرة من السعودية في مجال تنظيم وإدارة موسم الحج.
أبرز ما استوقفني في كلمة الأمير خالد الفيصل هو أنه نسب النجاح للكل بما فيهم المواطنون بتعاونهم، وكذلك حينما قال «ان النجاحات التي تحققت هذا العام لا تعني الوصول إلى طموح خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، كذلك لم نصل الى تطلعات المواطن، ولا بد ان نضيف ما تحقق هذا العام المزيد في الأعوام المقبلة»، وهذه الجملة الرائعة تدل على الحرص على التقدم والمحافظة على النجاحات بإضافة الجديد في كل عام وكأنه يقول نعم نجحنا ولكن نريد الأفضل للسنوات المقبلة وهي استراتيجية ذكية تدفع إلى المزيد من الإضافات المستقبلية مادام تم الحفاظ على الأنظمة والقواعد السليمة التي أدت إلى تلك النجاحات.
ما تم تطبيقه وتنفيذه لخدمة الحجاج في حج هذا العام يعتبر نقلة نوعية، فبوركت جهود المملكة العربية السعودية فهذه قصة نجاح مشروع حكومي يجب الاستفادة منه لكل المشاريع الحكومية فنحن كمواطنين كويتيين متعطشون لنرى مثل تلك النجاحات لمشاريع حكومية تعود بالمنفعة للبلد من خلال برنامج حكومي مبني على أسس ودراسات علمية أكاديمية قابل للتطبيق ومحدد زمنه، يلبي طموح صاحب السمو الأمير وتطلعات المواطنين ويتم تطبيقه بكل جدية ويتزامن معه تطبيق الأنظمة والقوانين وتنفيذها بحزم ومعاقبة كل المخالفين دون استثناء لكي يتقزم الفساد وينمو الإصلاح والبناء والتعمير.
[email protected]
fafalmasoud@