بقلم: فيصل الزامل
«أقل الناس اهتماما بالمرجعية الشرعية هم أكثر الناس مطالبة بتطبيق الشريعة».. مع الأسف هذه المقولة تنطبق على بعض من الناشطين في الشأن السياسي المحلي بالكويت، اذا استثنيت بعض الجهود الكريمة التي تبذل من قبل بعض الجمعيات وفي الفترة الأخيرة من وزارة الأوقاف، تذكرت هذه المقولة عندما قرأت عناوين المحاضرات التي يشتمل عليها مؤتمر «الإصلاح والتغيير.. رؤية شرعية» الذي سيعقد اليوم لمدة يومين في فندق كراون بلازا، غالبية الأساتذة المحاضرين من خارج الكويت، شكرا لهم فقد جاءوا من كل مكان وأعدوا منذ شهور أبحاثا قيمة، وفي الغالب لن يحضر من الكويت إلا قلة قليلة للإفادة منها ـ آمل أن أكون مخطئا ـ أبحاث تتناول:
أساليب الصلاح والتغيير، ووسائله الشرعية (الباحثان من لبنان والسنغال)
ضوابط الإصلاح وأصوله الشرعية (موريتانيا ـ السعودية)
المنهج النبوي في الإصلاح والتغيير (مصر ـ البحرين)
منهج القرآن الكريم في الإصلاح والتغيير (السعودية)
شعارات الإصلاح والتغيير المعاصرة (السويد ـ السعودية)
وسائل الضغط والتغيير المعاصرة (الأردن ـ لبنان ـ الكويت)
المنهج الشرعي للمطالبة بالحقوق (السعودية ـ الكويت)
واجب العلماء والدعاة نحو الإصلاح والتغيير (الكويت)
مسؤوليات المؤسسات المجتمعية (كينيا ـ العراق)
من سير المصلحين في الإصلاح والتغيير (المغرب ـ الكويت)
التغيير بين الواقعية والمثالية (الكويت)
الأساليب غير الشرعية في الإصلاح والتغيير (الكويت)
لقد رأينا كيف تم اختطاف جزء من الشارع الإسلامي في الكويت، وتوظيفه بكل ما يحمل من منطلقات نبيلة لمشاريع سياسية نجحت في أن تقول للشارع الإسلامي «قيام.. جلوس».. وبالقدر الذي انقاد به هذا الجزء، أيضا وجدنا منه صدا وإعراضا عن البحث والدراسة في الأصل الشرعي لعملية التغيير، وبالرغم من كثرة العثرات وانكشاف الأغراض الضيقة للآخرين فلايزال المنظور الشرعي (ما يخصنا.. هذه أبحاث نظرية للعلماء فقط).. تقال أحيانا بصراحة، وأحيانا بالأفعال التي هي أبلغ من الأقوال.
ما علينا، هناك كثيرون يريدون الاستبراء لدينهم من هكذا سلوك، ويبحثون عن الأصل الشرعي لأي فعل يقومون به في حياتهم، ولهؤلاء وأمثالهم تعقد تلك المنتديات التي جاءت ربما متأخرة قليلا، فقد ادى ضعف جهاز المناعة لدى البعض في الشارع الإسلامي الى إصابته بمرض الانقياد لأي طرح يستند الى الأهواء، مع كل أسف.
«الإخوان المسلمين» في الوطن العربي
الشيء بالشيء يذكر، أعتقد أن الحملة ضد هذه الجماعة مبالغ فيها، خصوصا اتهامها بالرغبة في تصدير الثورة من مصر الى خارجها، وهو أمر لا يدعمه دليل، على العكس، أعلنت من مصر مرارا وتكرارا عن رفضها لهذا الأسلوب الذي تميزت به الأنظمة السابقة في مصر وغيرها، بل وحتى ما يقال عن تمويل اخوان الكويت لإخوان في الامارات، مع الاحترام للآراء ولكنك لا تتحدث عن شعب فقير في الامارات، و(إن) حدث ذلك في هيئة مساعدة لأسر انقطعت مواردها بسبب الأحداث فهذه لا تندرج ضمن هذا العنوان الواسع، والحقيقة هي أن هناك تدخلاً من البعض عندنا فيما يجري هناك بتصريحات لا فائدة منها، والأولى هو ترك الدولة تقوم بمهامها، ولعلها تتوصل الى نفس النتيجة التي حدثت في سلطنة عمان قبل عشر سنوات، حيث انتهت التحقيقات الى إطلاق المعتقلين وعودتهم الى حياتهم الطبيعية، المرجو الكف عن التدخل من خارج الدولة في قضية حساسة كهذه، لقد جربنا هذا الأسلوب في قضية الأسرى الكويتيين زمن صدام ـ مع الفارق الكبير ـ وكان تأثير تصريحاتنا قاتلا لقضيتهم، وسلامتكم.
[email protected]