منذ نشأة الكويت وتاريخها يسطر بحروف النور والخلود وعراقة الكلمة والصدق ومواقف حكامها وامتزاجهم وتوحدهم مع الشعب الذي بدا صغيرا حين اتخذ الحصن مقرا ومكانا يأوي إليه يحدوه أمل كبير في توافر الأمان والطمأنينة، في ظل حكم آل الصباح الكرام، وقد اختاروا من يمثلهم خير من يرعى الرعية ويحقق لها الأمن ويحفظ لها الأمان ليشيع الاستقرار في ربوع هذا الوطن الذي كتب له الله تعالى الاستقرار والخير والرخاء منذ نشأته الأولى فظل ومايزال أملا يداعب نفوس الراغبين في الأمان الآملين في الخير والمحبة للحياة الهانئة الكريمة.
ونشأت الدولة واستقر كيانها وتوطدت علاقتها وعلت همم أصحابها وسمت ضمائر حكامها فصاروا خير من يرعى وخير من يؤتمن وخير من يعمل لرخاء الشعب ورفعة الوطن.
مشوار طويل وعظيم بدأه الأجداد من هذه الأسرة الحاكمة استمر فيه الآباء وتواصل معه الأبناء وقد اتخذوا تاريخ أجدادهم نهجا يلزمونه لا يحيدون عنه ومنارة يستنيرون بها ومشاعل خير تضيء الدروب والقلوب فتملأ النفوس إيثارا والقلوب محبة والمشاعر تواصلا وعراقة.
لم يكن آل الصباح ممن حاد عن طريق أجداده وتناسى سنة آبائه وهدي إخوانه، فقد ظلوا كما كانوا يؤثرون الشعب ليكون الكرم صفتهم والتواصل جسرهم الذي يعبرون من خلاله الى الضمائر وينفذون منه الى المشاعر والقلوب.
إنها الحكمة يستشعرها الصغير قبل الكبير فتثيره إعجابا وتملأه محبة ويلتمسها البعيد قبل القريب فتفيض القلوب اعتزازا وتملأ النفوس فخرا وزهاء، وهذا فعل الكبار يمتزجون بشعوبهم فيسعدهم ما يسعد الشعب ويضيق بهم ما يضيق بالشعب فتتقارب الآمال وتتمازج التطلعات وتصبح الأهداف واحدة.
هذا فعل الكبار، كبار النفوس والأخلاق، بدءا من صباح الأول، مرورا بالخيرين أمثاله من هذه الأسرة الكريمة، وصولا إلى والد الشعب وحبيبه صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الذي أجزل عطاءه للكويتيين بمناسبة الأعياد الوطنية واليوبيل الذهبي لذكرى الاستقلال ومرور 5 سنوات على تولي سموه مسند الإمارة.
لقد كانت هدية سموه، بغض النظر عن قيمتها المادية، رسالة يعيها الجميع، فحواها ان إسعاد الشعب هدف ينشده سموه، وهو الذي يلتمس الهموم ويتطلع إلى تنمية الدولة ورخاء الشعب.
لقد جاءت هذه المكرمة الأميرية لتترجم صدق مشاعر الوالد نحو أبنائه كاشفة عن عمق التواصل بين الحاكم والمحكوم، معربة عن الصلة العظيمة لصاحب القلب الكبير الذي احتوى شعبه روحا وفكرا وعاطفة، فلا يضيق صدره عندما ضاقت الصدور.
شكرا للأب القائد، إنها كلمات الشعب الطيب فاضت بها المشاعر ولهجت بها الضمائر قبل الألسنة.
شكرا للأب القائد كلمات تترجم مشاعر الشعب الذي ما زادته الأيام إلا محبة وطاعة لقيادته وانصياعا لأوامره.
شكرا للأب القائد، كلمتنا تنطق بها القلوب، وتزدهر بها المشاعر، وهنيئا للشعب هذه المحبة وهذا التواصل، وهنيئا لهذه الديرة حكامها وشعبها وأمنها وأمانها.
حفظ الله أميرنا ووالدنا وسدد على دروب الخير خطاه، وعاشت كويتنا حرة مصونة ودامت أعيادها وأفراحها رخاء وأمنا وأمانا تحت ظل قيادتنا الحكيمة.