فارس السبيعي
حب الوطن من الإيمان، هذه حقيقة مؤكدة ومجربة على مر العصور، فكل من يغيب عن وطنه سرعان ما تتجدد فيه مشاعر الحنين والشوق إليه، وفراق الوطن أصعب موقف يمر على الإنسان حتى لو كان فراقا مؤقتا لحاجة أو في طلب مصلحة أو متابعة علم، وهذا رسول الله عليه الصلاة والسلام فيما يرويه عنه عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال لمكة عندما هاجر منها مرغما «ما أطيبك من بلد، وأحبك إلى ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك».
فحب الوطن ليس بدعة، ولا منكرا من القول او الفعل! بل هو دليل على صحة الإيمان وقوته، لأن الوطن هو الأم الرؤوم التي تغذي وترعى وليدها حتى يكبر وينشأ، وعندما احتلت الكويت من قبل القوى الصدامية وتفرق أهلها وذاقوا لوعة الحرمان وفقدوا الأمن والأمان، عندها انقطع الكل بلا استثناء، وبجميع مللهم ومذاهبهم، إلى الابتهال والدعاء إلى الله القدير أن يحرر وطننا الكويت وأن يمن عليه بالأمن والأمان والحرية لأن الجميع عرف قيمة الوطن، وحاجته إليه.
فحب الوطن فطري لا يمكن تصنعه، وحب الوطن عطاء، وحب الوطن فداء، وحب الوطن رجاء وحب الوطن صدق وحب الوطن أمانة وحب الوطن ولاء وحب الوطن براء.
فالسارق والظالم والمرتشي والخائن ومن لا يذود عن عرضه وشرفه الوطني كل هؤلاء ينقصهم أدنى المعاني الوطنية وسيكتوون بنارها نظير جحودهم وتنكرهم لها، فالكويت حوبتها حارة لأن العمل الصالح فيها كثير وصنائع المعروف تقي مصارع السوء، ولأن الخير باق فيها فستبقى الكويت، فخاسر كل من تنكر لها أو تسبب في إيذائها رغم عطائها الوفير دون منة ولا حسد. وستبقى الكويت بإذن الله عزيزة حرة أبية وسوف يدخل كل جاحد في سجلات الوطن والتاريخ ليكون حديث الذكريات!
فاللهم احفظ بلادنا وارفع عنا الغلاء والوباء وادفع عنا الزلازل والمحن ما ظهر منها وما بطن.
آخر رمسة
نحمد الله يا وطنا
كل ولد فينا تغنى
الكويت موطن أهلنا
ما نفرط في وطنا
ياولد بالك تعنا
الكويت لحن وفنا
عاد عيدك السعيد
وارتدى الثوب الجديـد
من على عصر المديـد
واسألوا عنا الشهيد
غير بيتك ما يفيد
وانشدوا فيه القصيد