فارس السبيعي
رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، شهر المصابيح والتسابيح، شهر الدعاء والرجاء، شهر تصفد فيه الشياطين، أوله رحمة واوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، يقبل فيه الناس على الطاعة مختارين لا مرغمين، فيتسابق الكل لتفطير الصائمين والتقرب لله رب العالمين، ومن وسائل التقرب إقامة صلاة التروايح والقيام وختم القرآن وصلة الأرحام وأداء العمرة والاعتكاف وغيرها من الطاعات.
وهناك صنف من الناس أعجزتهم ظروفهم الخاصة عن حضور المساجد من عجائز وذوات أعذار ومعاقين وغيرهم يشتهون سماع القرآن من على منارات المساجد وخاصة أن أجواء رمضان أجواء روحانية وسماع «الله أكبر» و«الحمد لله رب العالمين» يزيد الأجواء رهبة وروحانية، وفي معظم الدول العربية والإسلامية تفتح مكبرات الصوت في ليالي رمضان فتخيم العظمة على أنحاء المدن والضواحي وخاصة إذا كان صوت الإمام حسنا ورخيما.
ونحن في الكويت منذ مطلع التسعينيات قامت وزارة الأوقاف بمنع استعمال مكبرات الصوت في ليالي رمضان بحجة أنها تشوش على الطلاب والمرضى وربما تصل الى حد إزعاجهم ولكن الحقيقة خلاف ذلك، فالمريض عندما يسمع قراءة القرآن يتعافى وترتفع حالته المعنوية، والطالب المسلم متواجد في المسجد، فكل الأمل من معالي وزير العدل والأوقاف المستشار حسين الحريتي أن يتخذ قراره ويسمح باستعمال مكبرات الصوت في ليالي رمضان ليكون له أجر من قرأ وأجر من سمع، والله لا يضيع أجر المحسنين.
آخر رمسة
يقول د.محمود يوسف عبده عن معجزة القرآن السمعية والصوتية: «أثبتت التجارب المبدئية البحثية وجود أثر مهدئ مؤكد للقرآن في 97% من التجارب التي أجريت، وهذا الأثر ظهر في شكل تغيرات فسيولوجية تدل على تخفيف درجة توتر الجهاز العصبي التلقائي، وتفاصيل هذه النتائج المبدئية عرضت على المؤتمر السنوي السابع عشر للجمعية الطبية الإسلامية في أميركا الشمالية والذي عقد في مدينة سانت لويس بولاية ميزوري».
حقا لقد تجلت حكمة البارئ عز وجل في قوله (ورتل القرآن ترتيلا).
فهل ستفتح مكبرات الصوت من على منارات مساجد الكويت في رمضان؟ مجرد سؤال.