كل منا يملك ضعفا ونقائص، ومزايا وحسنات، وكل منا له مبادئ وأفكار لا يحيد عنها، وعادات وجدانية خاصة في ميوله وقناعاته وعواطفه، والتي تمثل جزءا كبيرا من شخصيته.
وكل منا له مفاهيمه وقيمه ورؤيته للعالم الخاصة به، وجميعنا نختلف فيما بيننا، نختلف بأهوائنا وطباعنا ونختلف بإمكانياتنا، إلا ان العبرة تكمن دائما فيما تنقله أنت من مشاعر وأفكار لمن حولك، بكلامك، بتصرفاتك، بمواقفك.
فغالبا ما يتولد جمال شخصيتك، بشعاع حضورك وتميزك.
بأسلوبك وفن تعاملك مع الآخرين، بغض النظر عن شكلك، عن وجهك، عن طولك وجسمك.
فقبل أن تتوق إلى الجمال والكمال، ابحث عنهما أولا داخل روحك، في عمق ذاتك!
فإذا وجدتهما فستطمئن وستحظى بالسلام الذي يزهى بك ويرضيك.
فقيمتك دائما تكون بما تختزنه أنت من فضائل وصفات كريمة، كلما تخلقت بها كلما صفت وتنورت.
وهي وحدها التي ستترك بصمة رائعة وصورة لن تمحى بحياة كل شخص عرفك وتقرب منك.
لطالما كنت طبيعيا، صريحا، واثقا متحكما في حياتك، محافظا على مبادئك ولم تخضعها لقانون مزاجيتك.
ولطالما كنت متمسكا بتقاليد دينك، ومحافظا على عزتك وكرامتك، سترتقي لا محالة وستندرج في المقامات المعنوية الرفيعة وإن تجاهلوك وهمشوك.
فالكثير من الناس يستميتون في إضرام نار شهرتهم حتى وإن كانت على حساب قناعاتهم وميولهم! فيوهمون ذواتهم الفانية بالمكانة العالية، لكن سرعان ما ينطفئ فتيل وجودهم!
والبعض الآخر تجدهم واثقين بأنفسهم هادئين، لم يلتفتوا إلى الشهرة وذيوع الصيت كغيرهم.
وبالرغم من ذلك يبقى فتيلهم مشتعلا دائما وأبدا مهما غابوا عن الأنظار، يبقون لامعين، ساطعين كسطوع الشعرى اليمانية في سماء الليل، لم ولن يصدأ بريقهم.
فمن منا لا يطمح في النجاح؟ ومن منا لا يسعى نحو غد أفضل؟ لكن شتان ما بين أن تحب أن تكون إنسانا مشهورا، وبين أن تحب أن تكون إنسانا ناجحا ومميزا.