كثيرة هي تلك الأشياء التي تقلل من هيبة ووقار الرجل، لكن للأسف الكثير من الرجال يقلل من هيبته ورجولته ووقاره بنفسه، من خلال أساليبه وتصرفاته السمجة، تحت مفهوم التواضع!!
لأنه لم يميز أو يجهل الفرق بين التواضع والوقار والهيبة، التي بها يجب أن يمتاز كل رجل على وجه الأرض.
كما أن على الرجل أيضا أن يعرف تماما، بأن التواضع لا يكمن ابدا في المبالغة بحركات (السذاجة، الضحك الزائد، الغباء، الاستعباط)، بسبب ومن دون سبب.
فمهما كان (نسبك، اصلك، منصبك، مركزك، مكانتك)، وتريد أن تبرز لنا جم تواضعك، فتأكد أن بكهذا تصرفات ستجعلك تفقد وقارك وهيبتك، وستفقد حتى معنى رجولتك أمام الجميع، وإن كان الجميع يبادرونك بضحكة صفراء، ويجاملونك ويتملقونك، فتيقن أن بداخلهم مستخفين بك، محتقرين لتصرفاتك ولك، ومع الأيام سوف يقلل ذلك من شأنك، ومن ثم.
لا تجد من يحترمك.
لأن هذا لم يكن برهانا ابدا على تواضعك، بل هو دليل على خفتك، هبلك، عبطك وهطلك.
كما قال الشاعر:
بعض الرجال كبار لكن مهابيل
المرجلة ما هي بالكبر والمال
وبعض الرجال أجسام لكن تماثيل
جسم كبير وداخله قلب تمثال
نعم، فلقد حثنا إسلامنا على الالتزام بالتواضع والابتعاد عن التكبر، وجــاءت الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة، التي ترغب المسلم في التواضع.
لكن، لم يكن هذا التواضع المقصود أبدا!
فالتواضع من الصفات الحميدة، البعيدة جدا عن (السخافة والهوج)، وهو من أهم الأخلاقيات الفاضلة التي دعانا الإسلام إلى التمسك بها.
فإن أردت أن تكون رجلا متواضعا، فعليك أن تتواضع باحترام الأشخاص المحيطين بك، حتى وإن كنت تتميز عنهم بمركزك أو بمالك أو بنسبك أو بأصلك، فالتواضع هو أن تتعامل معهم بمودة ومحبة، كي تحاول كسر بعض تلك الحواجز الرسمية لتكسبهم، ولتشجعهم على الأخذ والعطاء فيما بينكم.
لكن، ليس بتلك المواقف التي اصبحنا نراها شبه يومي في مجتمعنا، وبصورة مقززة، رخيصة جدا، وغير لائقة بأصحابها، تجعلنا ننظر إليهم بانبهار وإكبار.
فأنت رجل، ومن أهم الصفات السامية التي يجب أن تتحلى بها، والتي تدل على ثبات شخصك الثابت وثقتك، هي مروءتك، شهامتك، ثقلك، رزانتك، فخامتك، كرامتك، مهابتك.
وان تكون لك مكانة وقدر في مجتمعك، في وسط عملك، في وسط معارفك، في وسط الناس كافة.
فهي ليست بلقب فقط، بل هي الثقافة النظرة، هي الفكر الذي يصون، هي ذات الشأن الكبير، هي ذات الاعتزاز والفخر والتقدير.
بإمكانك أن تكون متواضعا بتعاملك، بتبسمك، بحديثك، باحترامك الشديد مع من هم أقل منك في المنزلة أو المكانة، دون أن تحتقرهم، أو تتعالى عليهم، وبكلامك تجرحهم وتستصغرهم.