شخصيا، لم أتلق بأي نوع من الاستغراب خبر التعديلات الأخيرة في وزارة الداخلية، والتي صدر بها قرار من قبل نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية أنس الصالح، بالتنسيق والتشاور مع أخيه وكيل الوزارة الفريق عصام النهام، لأنني كنت أتوقع أن يحدث التغيير والتدوير بوزارة الداخلية والذي كان حتميا، باعتبار ان الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد حاليا من انتشار «فيروس كورونا» وما يطلب من «الداخلية» آنيا ومستقبلا يستوجب وجود قيادات أمنية تتمتع بمواصفات محددة، كما أن هناك بعض القيادات الأخرى قدمت ما لديها من العمل اثناء توليها المناصب القيادية، وحانت راحتها، فلكل محارب لابد ان يرتاح قليلا، كما أن بعض هذه القيادات استنفدت ما لديها ولم يعد في جعبتها أي جديد يمكن أن تقدمه، وهناك من أصبح داخل مكتبه ولم يعد يعرف جيدا ماذا يريد المواطن فزادت الفجوة بينه وبين المراجعين، وفقدت البوصلة في القيادة الحقة، وهذه هي الحياة.
التشكيل الذي صدر الأسبوع الماضي كان مستحقا لأشخاص أثبتوا كفاءة كبيرة يحسدون عليها خلال السنوات القليلة الماضية. وفي هذا السياق أتقدم بالتهاني الى القيادات الأمنية التي حظيت بثقة الوزير والوكيل ومنهم الإخوة الأفاضل الوكلاء المساعدون الألوية: أنور البرجس ومحمد الشرهان، وعودة الألوية عابدين العابدين وصالح مطر وسالم الأحيمر ووليد الصالح الذين يعملون على مدار الساعة، فالجميع يمضي بقوة العمل الدؤوب لأجل هذا الوطن، والتهنئة كذلك للعمداء يوسف السنين ومحمد فراج العدواني ووليد الطراروة وسعد شبيب العدواني وعيد العويهان وخالد اللوغاني ومحمد عبدالله محمد العبيد وعبدالقادر شعبان، والعقداء وليد الفاضل وعبدالوهاب الوهيب ومحمد قبازرد، والقيادات الأخرى الذين لم تحضرني أسماؤهم، أما القيادات التي نقلت الى ديوان الوزارة فسيأتي يوم للاستفادة منهم.
إن القيادات التي حظيت بالثقة وتولت مهام قطاعات مؤثرة في وزارة الداخلية ودون مجاملة أثبتت الجدارة في الإدارة وتحملها المسؤولية والتزامها بالأعراف العسكرية، فلم تتذمر رغم تكليفها بمهام يمكن أن تكون أقل من قدراتها بكثير والتزمت بما تراه القيادة العليا، وتولي تلك القيادات الأمنية مناصب قيادية عديدة سيسهم في تقديم افكار جديدة ورؤية مستنيرة ستحدث قفزة نوعية في القطاعات الأمنية.
كلنا نعلم أن مشكلة التركيبة السكانية هي القضية الأهم فيما بعد الانتهاء من «كورونا»، وتعديل التركيبة يستلزم قيادة واعدة لديها فكر جديد لحلحلة هذه القضية، تتمتع بكل القدرات التي تستطيع من خلالها علاج القضية التي اصبحت من اولويات المرحلة المقبلة، ولذا إن تعديل تلك التركيبة السكانية والتخلص من العمالة الهامشية وانتهاء ظاهرة تجارة الإقامات وتحديث العمل بقطاع الإقامة وإنهاء «الشللية» تُعد من أولويات وزارة الداخلية، وأعتقد أنه بحكم خبرات القيادات الامنية سيتم حسم هذه المعضلة بقوة، ونتمنى للإخوة الوكلاء الجدد كل التوفيق والسداد.
٭ وقفة: يتعافى المرء بكونه مسالما راضيا يدرك صغر الدنيا فيهون عليه كل أذى، ويتعافى أيضا بكونه مؤمنا يدرك أنه ليس للإنسان إلا ما سعى، وأنه سيجد خيرا مما مضى ورأى، إذا ألقى كل البؤس جانبا، وحاول جادا أن يصنع من كل الظروف التي تحاربه ظرفا يدفعه لما يريده ويتمناه.
رب اجعل هذا البلد آمنا وارزق أهله الخير والصحة والعافية، واحفظ اللهم الكويت من كل مكروه تحت قيادة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وسمو ولي عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد.
[email protected]