*سنة أولى حقوق ـ جامعة الكويت
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أميتوا الباطل بالسكوت عنه ولا تثرثروا فينتبه الشامتون. بعد أن أطلق اليهود المغضوب عليهم إلى قيام الساعة فيلما مسيئا لرسولنا الكريم محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم انتفض المسلمون لنصرة حبيبهم الذي ارسله الله لإخراج الناس من الظلمات إلى النور. عرض وشرف الرسول صلى الله عليه وسلم هو عرض وشرف الأمة الإسلامية جمعاء ولن تقف هذه الأمة مكتوفة الأيدي تشاهد هذا الفيلم ثم تضع رأسها على الوسادة وتنام، وكان هذا هو الحال في الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصبح الكل يعبر عن غضبه بطريقته الخاصة، فمنهم من أطفأ غضبه عن طريق كتابة سلسلة من التغريدات في موقع من أبرز وسائل التواصل الاجتماعي وهو التويتر، ومنهم من استخدم العنف ليرد الثأر لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم كما شاهدناه من خلال اقتحام السفارات وحرقها مما أدى إلى مقتل السفير الأمريكي في ليبيا، ومن الملاحظ أن اقتحام السفارة الأمريكية حدث في دول بدأت تتنسم الحرية حديثا، وبدأ الناس يشيدون بمقتل السفير ويقولون ان هذا جزاء من يتعرض لديننا وليكون عبرة وعظة لغيره.
والسؤال: ما ذنب السفير؟! قال تعالى: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم إن الله يحب المقسطين) فهل السفير هو المنتج أم المخرج أم الممثل في الفيلم الذي نشر؟!
نعم ننجرف بعواطفنا في الدفاع عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لكن وفقا لما يحدده الشرع فإن لم تنضبط تلك العواطف بالشرع انقلبت الى عواصف. اليهود امة خبيثة تريد أن تزرع الفتنة والشقاق بيننا ولابد ان نواجهها بفهم الإسلام الصحيح، فبعد ان نشروا فيلما يشوه صورة النبي صلى الله عليه وسلم وأخلاقه السامية ـ حاشاه الله كما وصفه في كتابه الحكيم (وإنك لعلى خلق عظيم) ـ عرفوا أننا سنتصرف تصرفا غير واع وغير ناضج لا يعكس الصورة الحقيقية للإسلام.
هذا الفيلم لم يكن له صدى اعلامي كبير من حيث انتاجه واخراجه وغير مقبول لمن يشاهده، لكن نحن بأيدينا أعطيناه هذا الصدى فزدناه شهرة، وكما اغتنم النظام السوري هذه الفرصة لابعاد اضواء الاعلام المتسلط عن جرائمه، فالمستفيد من هذه الحادثة هو بشار الاسد. ولأن رسولنا بمقام محمود فلابد أن يكون سعينا لنصرته محمودا وذلك من خلال انتاج أفلام وثائقية عن حياته وكيف كانت أخلاقه وكيف تحمل شتى أنواع الأذى من أقوام صبر على ظلمهم ليخرجهم من الظلمات إلى النور، فكم ذاق المرارة منهم، ضربوه بأيديهم فرفع يديه يدعو لهم بعد أن سالت دماؤه الطاهرة، وكما سالت عيناه حزنا على حالهم. وحتى لا يجرؤ أحد على التعدي على ديننا الحنيف لابد أن نتحكم في عواطفنا بدلا من أن تتحكم فينا، ولكي لا تضحي تصرفاتنا ردود افعال غير مدروسة، ومتى زرعنا الاسلام في قلوبنا وسيطرنا على عواطفنا فستستعيد الأمة الاسلامية قوتها وهيبتها وتصبح كالبنيان المرصوص ينكسر أمامها أي تعد مستقبلا على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.