بسبب تزايد سخونة الأحداث في المنطقة وتعرضها للعمليات الإرهابية ومحاولة البعض إثارة الفتن والقلاقل فيها من خلال التدخل في شؤونها الداخلية، أصبحت مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، طيب الله ثراه، بإنشاء الاتحاد الخليجي ضرورة لحفظ أمننا وتأمين مستقبل أجيالنا. فبالرغم من وجود تنسيق أمني خليجي تجلت صورته بالقبض على شبكة إرهابية في مملكة البحرين وفي المملكة العربية السعودية وفي الكويت إثر التفجيرات الإرهابية في مدينة الدمام السعودية ومسجد الصادق في الكويت، وكذلك وجود تعاون على جميع المستويات الاقتصادية والسياسية والثقافية ووجود علاقات اجتماعية مشتركة، إلا إن الأخطار والتحديات التي تعصف بالمنطقة تحتم علينا تطوير هذا التعاون ليصبح اتحادا كونفيدراليا متكاملا ومتوحدا في سياسته الخارجية وقوته العسكرية والاقتصادية.
فنحن في دول الخليج العربية نتربع على عرش أهم مصدر للطاقة ألا وهو النفط، كما أن موقعنا الجغرافي في قلب العالم، وإطلالتنا على الخليج العربي والبحر الأحمر، يلعبان دورا كبيرا كمصدر للقوة لنا، بالإضافة إلى القوة الروحانية المتمثلة في أن جزيرة العرب هي مهبط الوحي ومنبع السنة المطهرة، ويوجد فيها الحرمان الشريفان وقبلة المسلمين، وإذا تحقق اتحادنا سنصبح قوة عالمية يعمل لها ألف حساب، وتستطيع المشاركة في صياغة السياسات العالمية حالها حال الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية والصين وروسيا.
لذا، يجب علينا كدول عربية خليجية أن نسارع الى تحقيق هذا الهدف حتى نصبح على الأقل قوة اقتصادية تتحكم في أهم مصدر للطاقة في العالم بناتج محلي إجمالي بلغ عندما أطلق الملك عبدالله، رحمه الله، فكرة الاتحاد الخليجي عام 2011 اكثر من 1.4 تريليون دولار، اي اكثر من نصف الاقتصاد العربي ككل.
كوننا نمتلك نحو 630 مليار دولار من الاحتياطي النقدي الرسمي، ونحو تريليوني دولار من الاستثمارات الخارجية تشمل موجودات الصناديق السيادية.
كما تمثل دولنا سوقا موحدة قوامها 42 مليون نسمة وسيصبح عدد سكان الاتحاد الخليجي (من دون الأجانب) 27 مليون نسمة، كما أن اكثر من 65% من إجمالي سكان دول الخليج العربية في مرحلة الشباب، إذ تقل أعمارهم عن 30 عاما.
إضافة إلى أن حجم المبادلات التجارية بيننا والعالم يبلغ حاليا تريليون دولار مقابل 261 مليار دولار عام 2000، في الوقت الذي استقطبت دولنا فيه استثمارات أجنبية قيمتها 300 مليار دولار، بعد ان كانت 30 مليار دولار العام ذاته، وتصدر أيضا ما لا يقل عن 15 مليون برميل من النفط يوميا. فهل نسارع في تحقيق هذا الاتحاد الكونفيدرالي قبل أن يقع الفأس بالرأس وتصبح دولنا مرتعا للإرهاب والحروب، فأحداث سورية وليبيا والعراق شاهدة على أننا غير بعيدين من ذلك إذا لم نتحرك جديا لهذا الهدف السامي، وذلك كون عمقنا الجغرافي في الكويت هو الخليج العربي. اللهم احفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
al_sahafh1@