من العدل أن تضع نفسك مكان من قمت بانتقادهم قبل الإعلان عن بطولات «الثرثرة» التي بات الكل يجيدها في مجتمعنا بسبب أن الأمر وسد لغير أهله، وهذا للأسف حال الوضع الراهن نتيجة كراس منحت لغير أهلها بسبب اختيارات خاطئة جاءت نتيجة تعصبات وفزعات وترضيات، تجد ألوانها تشرق أثناء الانتخابات، وللأسف هي البلاء الأكبر ما دامت الممارسة عوجاء!
الحالة التي نعيشها ما هي ألا جملة من التناقضات والتحولات على سبيل المثال تجد انتقاد معارضين لموالين والعكس صحيح، والأدهى تجدهم يمارسون ذات الأدوار اذا تطلب التوجه الانتخابي هذا الأمر، القصة تكمن في تكسبات وحسابات مصالح ليس أكثر أما مدعي الوطنية فالأولى ان يلتفت الى تناقضاته فتارة معارض شرس وتارة أخرى موال من تحت الطاولة وتجد المبررات اقبح من القبح ذاته، أي ان المبادئ تركن على زاوية الدجل اذا كانت مصالحه حاضرة، وها نحن اليوم نرى التحولات التي تحدث في الساحة السياسية والتي تسير وفق نصيبهم في الكيكة!
بمعنى أوضح التناقضات السريعة تكشف الدجل والنفاق والتسلق الى أعلى مدى وإن كانت الكرامة هي الثمن، وكل هذا يمر من دون محاسبة على جسر ودعم تعصب وسذاجة الاغلبية المجتمعية، وهنا يكمن الخطر الحقيقي، ما دامت أغلبية الناس لا تسعى لتغيير ما بداخل انفسهم من تناقضات، والأخطر أنهم يطالبون بالإصلاح وفي نفس الوقت يمارسونه وبأبشع أشكاله للأسف، والأدلة واضحة ولا داعي لسردها، فلوحة المجتمع خير دليل على حقيقته المرة.
قد يسأل احدهم، وما الحل؟! قد أرى الحل ليس بالأمر السهل لأن تراكمات التغيرات كبيرة جدا وحلها ليس بالأمر الهين، ولكن يبقى ليس مستحيلا اذا استطعنا حذف مدعي الإصلاح من المشهد السياسي بكل فئاتهم وركزنا على أولويات المواطن البسيط بعيدا عن حسبات القبيلة والطائفة والفئة، طبعا وهذا الأمر في غاية الصعوبة للأسف، لكن يبقى بحاجة الى جهود ومجاميع يملأ مكانها الضمير الوطني الحي لإنقاذ البلد من مدعي الإصلاح زيفا وزورا لأنهم هم الخطر الحقيقي وهذا ما سنعرفه اذا تعمقنا في مواقفهم ومنافعهم ومساوماتهم المكشوفة!