كانت لي قصة قصيرة أعتقد في الصف الأول الثانوي كتبتها بذات العنوان وفزت فيها بالمركز الرابع على مستوى مدارس الكويت الثانوية.. مضمونها كيف يكون الابن عاقا لأبيه لحد الجحود.. قصة مؤلمة حوادثها واقعية تمت لأب مبتور القدمين في منطقة الدعية قرب بيتنا القديم..
تألمت جدا وأنا في فترة المراهقة لحال هذا الأب ولقسوة ذاك الابن ولا أدري إن كان الابن على قيد الحياة أو انتقل لرحمة الله..
مؤلم أن نلمس الجحود بأي شكل له وتحت أي لون.. فالجحود قاس.. مؤلم وكريه..
أن يكون لك فضل على أحد.. فضل لا يغطى.. لا يخفى ولا يستهتر به.. يقابله الطرف الآخر برفض أو تقليل من شأنه أو إنكار له لأن يصل للجحود..!
اليوم الجحود ليس معنيا بإنسان فقط وإن ظهر هذا البشري تحت مسمى ابن ابنة أخت أخ زوج وزوجة جار رفيق صديق أي كان مسماه ولقبه وصلة قرابته بك.
اليوم هناك للأسف جحود وطن.. أرض لا يمكن لأي مخلوق أن يعيش بدونها أن يتنفس على غيرها أن يأكل.. يعيش ويتزوج ويعمل ويتعبد ألم تخلق الأرض بصورتها تلك للعيش عليها وعبادة الله فيها وجعل الله لنا الأرض كلها طهورا لعبادته..؟
احتوتنا دول عدة فترة الغزو أوطان مختلفة.. نمنا أكلنا مشينا عليها لكن.. لم نشعر بما كنا نشعر به على أرض الوطن ولا أغلى من الوطن.. الأجانب يسمونه (البيت) والبيت هو الدفء والإحساس بالأمان وصيانة الروح والجسد والولد والمال، حين نجحد بما تفضل به علينا هذا الوطن كأننا نعري أنفسنا أمام الخلق وللخلق أشكال مختلفة..
الجحود نوع من الخيانة لأنفسنا أولا وللآخرين ثانيا..
للأسف اليوم نرى جحودا لرب العالمين لدى البعض وإن اختلفت أشكال هذا الجحود. من لا يعطي الله حقه فيه جحود له.. من يغوص في المحرمات فيه جحود.. من يهجر القرآن الكريم فيه جحود..
إن كان الجحود خيانة فهو عقوق من ناحية أخرى وهو انجراف للخطأ..
اللهم قِ أولادنا شر الجحود واحفظ أوطاننا من شره..
[email protected]