يوافق يوم الصحة العالمي السابع من أبريل من كل عام، وقد تم اختيار الشعار «لصحة المدن ألف وزن» من قبل منظمة الصحة العالمية وذلك لأن أكثر من نصف سكان العالم يعيشون في المدن ويعيش أكثر من ثلثهم في أحياء فقيرة لاتتوافر فيها الخدمات الأساسية مثل المدارس، والمياه، والطرق، والمأوى، والغذاء المأمون، وخدمات الرعاية الصحية، ويتوقع أن يعيش ثلثا سكان العالم في المدن بحلول عام 2030.
وهذا الشعار هو اعتراف بتأثير التحضر واتساع نطاق المدن على مجمل صحة البشر عالميا وعلى كل فرد على حدة.
ويهدف يوم الصحة العالمي هذا العام إلى الترويج للاهتمام بالصحة والأنشطة الصحية، إذ إن من الآثار السلبية للتنمية والتي تؤدي الى التأثير على الصحة انتشار العنف بأشكاله المختلفة واستخدام المواد المخدرة والمؤثرات العقلية بالطرق الخاطئة كالتعاطي والعولمة، وكثرة السفر وغزو الفضائيات، كلها تؤدي الى جعل الشباب فريسة سواء للأمراض أو للسلوكيات غير السوية وهذا يتطلب من المجتمع والدولة العمل على تثقيف الشباب وتحصينهم بالتربية السليمة والأخلاقيات والتمسك بتعاليم الدين الإسلامي والبعد عن السلوكيات الخاطئة مثل تعاطي المخدرات والمسكرات، والتي قد تؤدي إلى الإصابة ببعض الأمراض المعدية مثل الإيدز والتهاب الكبد الوبائي، وكذلك فإن حرية التنقل والأسفار الكثيرة تتطلب تكثيف الحملات التوعوية بمخاطر الأمراض الوبائية والسلوكيات الخاطئة لتلافي انتقال العدوى بالامراض الوبائية إليهم ومن أهمها مرض الايدز والتهاب الكبد الوبائي والأمراض المنقولة جنسيا.
وتضم حملة يوم الصحة العالمي مبادرة عالمية غير مسبوقة وهي «1000 مدينة، 1000 حياة» وهذه المبادرة تحث جميع المدن على المشاركة في الأنشطة الصحية والتغذية الصحية، وإجراء حملات لمكافحة سرطان الثدي، وتنظيم المعارض، وإجراء قياسات ضغط الدم ومستوى السكر مجانا بالإضافة الى العديد من الأنشطة الأخرى ومن أهمها مكافحة مرض الايدز والتصدي له والوقاية منه لبلوغ الأهداف التنموية للألفية الجديدة. ومن أهم الإجراءات التي يجب التركيز عليها التحصين الواقي بالسلوكيات القويمة والتمسك بتعاليم الدين الإسلامي وإدخال هذه المفاهيم في المناهج التعليمية حتى يتم تحصين الشباب لحمايتهم مستقبلا من العدوى بأي من هذه الأمراض الوبائية والحفاظ على شباب المستقبل الذين يشكلون أساس المجتمع للمساهمة في التنمية وتطور ونهضة المجتمع والدولة.
ولبلوغ أهداف هذه الحملة في يوم الصحة العالمي لابد من الالتزام السياسي على جميع المستويات، وزيادة الوعي بين فئات المجتمع المختلفة، والحث على الشراكة بين جميع القطاعات ومشاركة المجتمع المدني في هذه الأنشطة للقضاء على كل ما يؤثر على التنمية سلبيا ولإحراز التقدم الكبير الذي تسعى إليه جميع الدول وقطاعاتها المختلفة.